الخبر وما وراء الخبر

قراءة لأبرز ما ورد في خطاب الشيخ نعيم قاسم: الوفاء للعهد.. سلاح لن يسقط

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

27 سبتمبر 2025مـ 5 ربيع الثاني 1447هـ

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أطلّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مساء السبت، بخطابٍ حمل رسائل سياسية وعسكرية متشابكة، استحضر فيه تاريخ المقاومة وملامح المرحلة المقبلة، وأعاد تثبيت معادلة السلاح كركيزةٍ وجودية لا مساومة عليها.

استهل واختتم الشيخ قاسم خطابه ببيان العهد المتجدد: “إنا على العهد يا نصر الله”، مؤكّدًا باسم حزب الله وجمهور المقاومة في الداخل وكل المنتشرين في العالم أنّهم سيواصلون نهج الشهداء، ويحملون أمانة الإسلام في الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين.

وأعلن الأمين العام لحزب الله بلا مواربة: “لن نترك السلاح ولن نتخلى عن السلاح”، رابطًا هذا التمسك بالمواجهة “الكربلائية”، حيث الشهادة والقتال توأمان.

خطابٌ شكّل ردًّا صريحًا على تصريحات المبعوث الأمريكي “توم باراك” التي أفصحت عن رغبة واشنطن على نزع سلاح حزب الله وعدم تسليح الجيش اللبناني لمواجهة كيان الاحتلال الصهيوني.

ووصف هذا التوجه بأنه محاولة “لنزع القوة تلبيةً لمطلب (إسرائيل) وتحقيق أهدافها”، معتبرًا قرار الحكومة اللبنانية السير في هذا الاتجاه “خطيئة كبرى” تستهدف المقاومة ولبنان معًا.

وأكّد أنّ أيّ مشروع يُلبس ثوب الوطنية فيما يخدم كيان العدوّ الإسرائيلي “سنواجهه”، مشدّدًا على حرص حزب الله “على الجيش اللبناني” ويشده “لمواجهة العدوّ الحقيقي لا أهله”.

وجدّد الشيخ قاسم اعتبار القضية الفلسطينية “القضية المركزية”، مشيدًا بأبطال غزة وفلسطين الذين “يواجهون الاحتلال نيابة عن العالم”، معتبرًا تكاتف الأنظمة والشعوب والمقاومة في مواجهة الاحتلال “قوة للأمة”، خاصة بعدما عجزت الآلة الإجرامية الصهيونية عن تحقيق أهدافها خلال عامين من المواجهة.

ورأى أنَّ “الخطر الأمريكي الإسرائيلي على لبنان وجودي”، لافتًا إلى أنَّ الكيان استمر بعدوانه “بعد اتفاق وقف إطلاق النار بدعمٍ أمريكي”، محاولةً منهُ تحقيق ما عجز عنه عسكريًّا عبر الضغوط السياسية، مشيرًا إلى أنّ معركة “أولي البأس” ومشهد التشييع المليوني لقادة المقاومة دلّا على “قوة لا يمكن كسرها”، مؤكّدًا أنَّ الأعداء “فشلوا ميدانيًّا ولم ينجحوا سياسيًّا”.

وطالب الشيخ قاسم الحكومة بواجبها في إعادة إعمار ما دمره العدوان، ولو بموازنة متواضعة، ووضع بند “السيادة الوطنية” في رأس جدول أعمالها، مشدّدًا على أنَّ السيادة تتحقق فقط “بمنع (إسرائيل) من البقاء في لبنان”، وليس شيء آخر.

خطابٌ حمل العديد من رسائل التحدي ورسم ملامح المرحلة، والتي تشير إلى استعداد المقاومة لمواجهة أيّة محاولة لنزع سلاحها، معتبرةً ذلك خطًا أحمر لا يقبل التفاوض، واصفًا قرار نزع السلاح بـ”الخطيئة”، في إشارةٍ إلى أنَّ أيّ تعاون داخلي مع ضغوط أمريكية – صهيونية سيُواجَه بتصعيدٍ سياسي حاسم وربما عسكري عنيف.

كما أنَّ وضع القضية الفلسطينية في صدارة الخطاب يذكّر بأنَّ أيّة تهدئة لبنانية لن تكون بمعزلٍ عن معادلة الصراع والمواجهة العربية – الصهيونية.

ويبدو أنَّ الشيخ قاسم يشدّد على مبدأ تكامل المقاومة مع الجيش اللبناني، والذي لا مجال لمن يريد التصادم بينهما؛ إذ رغم بعض الانتقادات، إلا أنَّهُ يدعو إلى دعم الجيش اللبناني في مواجهة “العدوّ الحقيقي”، رافضًا أيّ استغلالٍ له لضرب الداخل وإحداث شرخٍ مجتمعي.

خطابٌ جاء بمثابة بيان استراتيجي يعلن بوضوح أنَّ سلاح المقاومة باقٍ، وأنَّ أيّ رهان أمريكي – صهيوني على تفكيكه سيُصَدُّ بمواجهة “كربلائية” لا هوادة فيها، ويبرز إصرار حزب الله على بقاء لبنان في قلب معادلة المقاومة الإقليمية، مع دعوة للحكومة للتمسك بالسيادة والقيام بواجباتها الداخلية، في وقتٍ تتكثف فيه الضغوط السياسية والاقتصادية على لبنان لجرها إلى مستنقع الانبطاح والتطبيع مع عدوّ الأمة.