الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد: دور الأمم المتحدة هامشي والأنظمة الغربية والعربية تمارسُ الخداعَ السياسي

9

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

25 سبتمبر 2025مـ 3 ربيع الثاني 1447هـ

قلَّلَ السيّدُ القائدُ عبدُ الملك بدرُ الدين الحوثي – يحفظه الله – من توجّه بعضِ الدول الغربية إلى الاعتراف بدولة فلسطين هذا الأسبوع، في سياق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين.

واعتَبَرَ السيّدُ في خطابٍ له اليومَ الخميس حول آخر التطوّرات في غزة أن مسألةَ الاعتراف هي في الأصل قائمة في الأمم المتحدة، مستدِلًّا على ذلك بقراراتِ الأمم المتحدة حول فلسطين بما فيه قرارُ التقسيم وحلُّ الدولتين للعام 1947م.

وأوضح أن خطوةَ الاعتراف بدولة فلسطين يمكن لها أن تُشَوِّشَ على العدوِّ الإسرائيلي وتُظهِرَه في حالةِ عزلةٍ سياسيةٍ إلى حدٍّ ما، ولكن ليس مع الاستمرار من بعض الدول الغربية والعربية في دعم هذا العدو بمختلف أنواع الدعم، مُشيرًا إلى أن واقعَ هذا الاعتراف القائم اليوم على مسألة مصادرةِ العدوِّ الإسرائيلي لمساحةٍ كبيرة جدًّا من فلسطين لصالح اليهود، والإبقاءِ على جزءٍ صغير ومحدود من الأرض للدولة الفلسطينية.

وأكَّد أن عنوان ما يُسمَّى بـ”حلِّ الدولتين” هدفُه دولةٌ شكليةٌ منزوعةُ السلاح، مضبوطٌ تعاملُها مع الدول الخارجية، وفق سقفٍ ومصالحَ العدوِّ الإسرائيلي، الأمرُ الذي يخالفُ – في أقلِّ مستوياته – القراراتِ الأممية ذات الصلة.

كما أكَّد أن هذا الاعتراف لوحده لا يُمثِّلُ أملاً للشعب الفلسطيني، وأنه قد يكون تهرُّباً من أي خطواتٍ عمليةٍ تُشكِّل ضغطًا حقيقيًّا على العدو الإسرائيلي، قائلاً في هذا الصدد: “علينا أن ننظرَ إلى الاعتراف بدولة فلسطين في مستواها الحقيقي أنها لوحدها لا يمكن أن تُمثِّلَ أيَّ أملٍ للشعب الفلسطيني في دفع العدوان المستمرّ عليه”.

وأضاف أنه عندما تُقدَّمُ خطوةُ الاعتراف التي أعلنتها بعضُ الدول على أنها أقصى ما يمكن أن يُقدَّمَ للشعب الفلسطيني من مساندة، فهو تَستُّرٌ على التهرّب من الخطوات العملية التي يمكن أن تكون ضاغطةً على العدو الإسرائيلي.

وعلى صعيدٍ متصل، جدَّد السيّدُ القائد التأكيدَ على أن هناك أنظمةً عربيةً تستمر في تعاونها مع العدو الإسرائيلي اقتصاديًّا، ومخابراتيًّا، وسياسيًّا، في عِدائها المكشوف ضد المجاهدين في قطاع غزة ولبنان، مُنوِّهًا إلى أن هناك “من يذهب إلى منبر الأمم المتحدة ليُقدِّمَ عناوين، ويعود لِيُرسِلَ الشحنات من السلاح إلى العدو”.

وبيَّن أن الأنظمة الغربية والعربية تمارسُ الخداعَ السياسي، معتبراً تلك الممارسة غطاءً لاستمرار تعاونها مع العدو، قائلاً: “من يتستَّر على العدو ويسكت عنه يجد نفسه مُحرَجًا، ولذلك يتّجهون تجاه الحقّ الفلسطيني الثابت المعترَف به عالميًّا”. مُضيفًا أن البعض يجعل من هذه الخطوات غطاءً لاستمراره في التعاون مع العدو الإسرائيلي بأشكالٍ خطيرة من التعاون.

وفي سياق منفصل عن الموقف الدولي المطالب بالحقّ الفلسطيني التاريخي، أكّد السيّدُ القائدُ على استمرار النهج الأمريكي-الإسرائيلي في استباحة الأرض الفلسطينية واستهداف الشعب الفلسطيني استهدافًا كاملاً.

وتطرّق إلى مراحل لاحقة لاستهداف المنطقة ضمن مخطّط الاستباحة الصهيوني، مؤكِّداً أن “اتجاهَ الأمريكي والإسرائيلي واضحٌ لما بعد فلسطين، إذ يحاولون أن يتجاوزوا ما يعتبرونه عائقاً قبلَهم وهو الصمودُ الفلسطيني، الذي هو لمصلحة كلِّ الأمة والذي يستوجب دعمَ كلِّ الأمة، بل ودعمَ كلِّ الإنسانية”.

وأكَّد أن العدوَّ الإسرائيلي يحاولُ فرضَ معادلة الاستباحة في المنطقة، ومصادرةَ الحقوق العالمية الإنسانية المعترف بها في كل العالم، وضمان ألا يبقى منها أي شيء، مُذَكِّراً بتصريح مجرم الحرب نتنياهو بدايةَ السنة العبرية، وقوله إن هذا العام هو عامُ عدوانٍ على المنطقة وليس فقط على غزة.

وفي ذكرى مرور ثمانين عامًا على تأسيس “الأمم المتحدة”، وجَّه السيّدُ القائدُ انتقادًا لاذعًا للمنظمة الدولية، مؤكّدًا غيابَ دورها الفاعل في مواجهة مشاريع الطغيان والهيمنة الإمبريالية الصهيونية.

وتساءل: “هناك تاريخٌ كاملٌ للقضية الفلسطينية، ماذا فعلت الأمم المتحدة في كل ما قد مضى، في كل هذه العقود الماضية من الزمن؟ هل فعلت شيئًا لفلسطين؟”

مجيبًا: “ثمانين سنة لم تفعل الأمم المتحدة شيئًا لفلسطين، وهي القضية الواضحة تمامًا المعترف بها عالميًّا، والتي ليس فيها أي التباس”

واستدلَّ على هامشية الدور الأممي بالإشارة إلى كلمة الرئيس الأمريكي ترامب في مقر الأمم المتحدة، والتي قال عنها بأنها “كانت واضحة وكافية في أن نعرف حقيقة الوضع القائم عالميًّا”، حيث ظهر الرئيس الأمريكي “مُتباهيًا بالقوة الأمريكية والقول نحن الأقوى في العالم وهذا هو عصرُنا الذهبي”، مؤكِّدًا أن كلمةَ ترامب في المقرِّ الأممي هي “المنطق الذي تُبنى عليه السياسات الأمريكية”.