أنعم: 21 سبتمبر ثورة الضرورة انطلقت بإرادة يمنية خالصة للتحرر من الوصاية الخارجية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
22 سبتمبر 2025مـ 30 ربيع الأول 1447هـ
أوضح مستشار المجلس السياسي الأعلى الدكتور محمد طاهر أنعم، أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عام 2014م كانت ثورةً أصيلة، خالصةً، وانطلقت من إرادةٍ يمنيةٍ شعبيةٍ بعيدة عن أي تبعيةٍ للخارج، وهو ما شكّل ميزةً فارقة ساعدت على نجاحها واستمراريتها وصمودها أمام كل محاولات إفشالها.
وقال الدكتور أنعم، في حديث لقناة «المسيرة» صباح اليوم، إن هذه الثورة جاءت نتيجة حاجةٍ ملحّة لدى الشعب اليمني للتحرر من الوصاية والسيطرة الخارجية، وفي مقدمتها الوصاية الأمريكية، التي ظلت تخضع لها السلطات السابقة وتكرّسها بشكل ممنهج.
وأكد أن هذه الميزة جعلت الثورة نقطة تحول حاسمة في مسار التحرر الوطني، إذ لم تكن خيارًا سياسيًا عابرًا، بل كانت ثورة الضرورة لمنع عودة البلاد عقودًا أخرى إلى تحت الهيمنة السعودية والوصاية الأجنبية.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر جاءت لتصحيح مسار ثورة 2011 م، الشبابية التي جرى الالتفاف عليها عبر ما سُمّي بـ«المبادرة الخليجية»، التي أعادت نفس النظام السياسي السابق إلى السلطة في صنعاء، وضاعت معها مطالب التغيير والإصلاح. واعتبر أن تلك المبادرة لم تكن سوى خطة ماكرة لتجديد السيطرة الأجنبية وإعادة إنتاج الأنظمة التابعة.
وأوضح أن الحالة السياسية في اليمن قبل الثورة كانت قائمة على التسابق والتنافس بين القوى الحزبية – سواء في السلطة أو في المعارضة – على كسب دعم السفارة الأمريكية وحلفائها البريطانيين والسعوديين والإماراتيين، مؤكداً أن هذا التنافس المهين وصل إلى مستوى الزيارات الدائمة لتلك السفارات والتنسيق معها، والسعي وراء رضاها، الأمر الذي انعكس سلبًا على استقلال القرار الوطني.
وأضاف أن واشنطن، ومعها قوى العدوان الإقليمية كالسعودية والإمارات، كانت تسعى لإضعاف اليمن بشكل ممنهج، فتارةً بالدعم الزائف والابتسامات الدبلوماسية، وتارةً أخرى عبر التخريب المباشر، بهدف إبقاء اليمن في حالة تخلف وتبعية.
ولفت مستشار المجلس السياسي الأعلى إلى أن اليمن، في الأعوام 2012 و2013 و2014، كان يعيش أوضاعًا كارثية، حيث أظهرت الإحصاءات الدولية أن البلاد كانت في ذيل قائمة الدول العربية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إلى جانب الصومال والسودان وموريتانيا.
وبين أن هذا التراجع لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مؤامرات مدعومة من السفارة الأمريكية وأدواتها الإقليمية، استهدفت قطاعات حيوية مثل الزراعة والتعليم والصحة والاقتصاد، لضمان بقاء اليمن ضعيفًا ومتراجعًا وغير قادرٍ على منافسة قوى الهيمنة في النفط والممرات المائية والموانئ الاستراتيجية مثل عدن والحديدة.
وقال: “أن تلك الظروف مجتمعة جعلت من ثورة 21 سبتمبر خيارًا لا بديل عنه، بل ضرورةً حتميةً لإنقاذ البلاد من الانهيار الشامل، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني شعر بضرورة القيام بحراكٍ شعبيٍّ واسع لإسقاط النظام التابع، والانتقال إلى مرحلة جديدة من التحرر والاستقلال الوطني.
وشدد أنعم على أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن موجهة ضد أحد بقدر ما كانت موجهة نحو استعادة القرار الوطني المستقل، وصون كرامة اليمنيين، وحماية مقدراتهم من النهب والوصاية.
وتابع: إن الثورة مثلت بداية مسارٍ وطنيٍّ جديد قائمٍ على المشروع القرآني والمسيرة الجهادية في مواجهة كيان العدو الصهيوني وأدواته من قوى الهيمنة والاستكبار، ودعا إلى وعيٍ سياسيٍّ جماعي يحفظ مكتسبات الثورة ويقطع الطريق أمام أي محاولات لإعادة إنتاج التبعية.