الخبر وما وراء الخبر

قراءةٌ في خطاب السيد القائد.. كل مخطط صهيوني أمريكي سيفشل

2

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

21 سبتمبر 2025مـ 29 ربيع الأول 1447هـ

عبدالقوي السباعي: يُلقي خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في ذكرى ثورة 21 سبتمبر، ضوءًا حادًّا على لحظةٍ إقليمية فارقة تكشف حجم الرهانات في المواجهة والصراع بين مشروعٍ أمريكي–صهيوني يسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة، وموقفٍ يمنيٍّ صلبٍ يشق طريقه كـ نموذجٍ ملهِم لمقاومةٍ شعبيةٍ عابرة للحدود.

خطاب يفضح حقيقة أنَّ كل تحركات أمريكا وكيان العدوّ الإسرائيلي وأدواتهما الخليجية متركّزة على إخماد جبهة اليمن الداعمة للمقاومة الفلسطينية، باعتبارها الجبهة الوحيدة القادرة على قلب الطاولة عسكريًّا ومعنويًّا؛ فاليمن، بنظر العدوّ، هو “النموذج الفريد” الذي يهدد منظومة الاستسلام العربية التي صنعها الأعداء على مدى 77 عامًا، ومن هُنا تتكثف حملات التشويه والتشكيك.

السيد القائد يجدّد التأكيد على أنَّ الموقف اليمني ليس رمزيًّا؛ بل يترك أثرًا اقتصاديًّا واستراتيجيًّا مباشرًا على كيان العدوّ، وهو ما تعترف به كل الدوائر بما فيها الصهيونية؛ في وقتٍ يغرق فيه العالم الإسلامي في “محيط التخاذل” كما وصفه.

خطاب القائد يتجاوز توصيف العدوان على غزة إلى رسم خريطة أطماع صهيونية شاملة: “من السيطرة على الثروات الخليجية إلى التهديد المباشر لمكة والمدينة، مرورًا بتوغلات في سوريا ومخطط “ممر داود” نحو الفرات”؛ وهذا التحليل العميق يربط ما يجري في فلسطين بتحركٍ إقليمي واسع يستهدف هُويّة المنطقة ومقدساتها.

إذ لم يوفر السيد القائد الأنظمة العربية من نقده الحاد؛ فكشف عن تعاون استخباراتي وعسكري واقتصادي مع الكيان، في الوقت الذي تُنفق فيه بعض هذه الدول المليارات لدعم الاحتلال؛ بينما تكتفي بخطوات إعلامية “شكلية” كاعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية لا تسمن ولا تغني من جوع.

وفي رسائل تعبئة استراتيجية، يضع القائد وصفة عملية، تتمثل بتوحيد الأمة في موقفٍ عملي لمواجهة الكيان، ومقاطعة اقتصادية وعسكرية حقيقية، والشروع بالتنسيق الميداني بين قوى الجهاد والمقاومة في اليمن وغزة ولبنان وإيران.

خطاب يقلب المعادلة النفسية، كاشفًا عن هشاشة الردع الصهيوني المزعوم، ومؤكّدًا أنَّ الإصرار على “معادلة الاستباحة”؛ كونه دليل خوف من نموذج المقاومة وتوسّع تأثيره؛ فهو يريد إحراج الأنظمة العربية، من خلال مقارنته مواقفها بمواقف دول بعيدة كـ”كولومبيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا واسبانيا”، في إدانةٍ ضمنية لواقع رسمي عربي متواطئ ومتخاذل.

ووفقًا لمراقبين؛ فخطاب السيد القائد اليوم، ليس خطاب ذكرى فحسب؛ بل بيانٌ استراتيجيٌ لمستقبل المواجهة مع كيان العدوّ الصهيوني وكل من دار بفلكه، يؤكد أن اليمن بات مركز ثقل في معركة الأمة -شاء من شاء وأبى من أبى- محذّرًا من أطماع صهيونية–أمريكية تمتد من غزة إلى كل شبرٍ في المنطقة، ويدعو إلى انتقالٍ فوري من التنديد اللفظي إلى فعلٍ ميداني منسق.

بهذه الرسائل مجتمعة، يُظهر القائد أنَّ اليمن كجبهةٍ عصيّة على الإخضاع، تُعيد رسم ميزان القوى وتُبقي جذوة الجهاد والمقاومة مشتعلة في وجه مخططات الاستباحة وتغيير المنطقة فيما يسمى مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي يسعى لابتلاع مقدسات الأمة وثرواتها وإخضاع شعوبها.