الخبر وما وراء الخبر

الوشلي: ثورة 21 سبتمبر يمنية خالصة قطعت يد الوصاية ومدّت يد المناصرة لقضايا الأمة

16

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

21 سبتمبر 2025مـ 29 ربيع الأول 1447هـ

أكد نائب وزير الثقافة والسياحة عبدالله الوشلي أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة مثّلت ثورة شعبية خالصة، لا مجال فيها للتدخلات الخارجية أو الوصاية الأجنبية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لم ولن يعترف بها لأنها قطعت يد الوصاية الأمريكية وأنهت انتهاكات السيادة اليمنية، وتبنت قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال الوشلي في مداخلة على قناة المسيرة: إنه “في عالم كشفت غزة حقيقته، وتعرّى فيه المجتمع الدولي الذي تبيّنت حقيقته أيضاً، لا غرابة أن يرفض الاعتراف بثورتنا الشعبية، فالمجتمع الدولي والمصطلحات التي يروّج لها ليست سوى عناوين تدير من خلالها الصهيونية العالمية مصالحها عبر أمريكا ودول الغرب الكافر”.

وأضاف: أن “المشهد العالمي برمته يصب في صالح استعباد الشعوب واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها، أما ثورتنا اليمنية، فهي ثورة أصيلة لا وصاية فيها، ولا سيطرة خارجية على قرارها، بل ثورة حررت اليمن من الهيمنة الأمريكية ووضعت حداً للتدخلات التي استباحت السيادة الوطنية”.

وأشار الوشلي إلى أن المواقف الدولية قائمة على البراغماتية والمصالح الضيقة، موضحاً: “من يُوصم بالإرهاب ويُحارب لعقود، يتحول فجأة إلى حليف شرعي ومقبول حين يخضع ويفرط بأمنه وسيادته لأمريكا وإسرائيل. بينما القوى والأنظمة والثورات التي تسعى للاستقلال الحقيقي تُسلب منها صفة الشرعية، وتُحرم من الاعتراف الدولي. والأمثلة على ذلك كثيرة في فنزويلا وكوبا وأمريكا اللاتينية وغيرها”.

وشدد على أن اليمن يسير اليوم في مسار تحرري أصيل نابع من إرادة الشعب وهويته الإيمانية والثقافية والقرآنية، وأن الثورة تبنت القضايا العادلة ورفضت الوصاية الأمريكية، الأمر الذي يجعلها عرضة لرفض القوى الاستكبارية.

واستشهد الوشلي بقول الإمام الخميني في سياق الثورة الإسلامية الإيرانية: “لو أن أمريكا نظرت إليّ كصديق، لشككت في نفسي”، مؤكداً أن هذا القول ينطبق تماماً على ثورة 21 سبتمبر.

وتابع حديثه قائلاً: “لو أن هذه الثورة حظيت بقبول من المجرمين والمستكبرين في العالم، لشككنا نحن أنفسنا في صدقها وأصالتها”.

 

ثورة استعادة الاستقرار والاستقلال:

وفي حديثه للمسيرة، أكد عبدالله الوشلي أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تميّزت منذ انطلاقتها بـ وضوح قرارها وأهدافها، وامتلاكها قيادة وطنية حكيمة منبثقة من الشعب، همّها الأول خدمة اليمنيين والسير بهم في مسار التحرر والاستقلال.

وبيّن أن هذه القيادة شكّلت الضمانة الأساسية لصوابية المسار الثوري، ومنعت أي انحراف نحو تصفية الحسابات أو العبث السياسي.

وأشار الوشلي إلى أن الثورة لم تكن ثورة نخب أو جماعات محدودة، بل كانت ثورة شعبية خالصة، قادها شعب عُرف تاريخياً بالحكمة والإيمان كما شهد له الرسول الكريم، وبقيم التسامح ومكارم الأخلاق.

ونوّه إلى أن اعتماد الثورة على المنهجية القرآنية منحها القوة والصلابة اللازمة لتحقيق إنجازاتها بأقل التكاليف، والاستمرار في مسارها رغم التحديات، لافتاً إلى أن الشعب اليمني، الذي كان حاضراً في الساحات الثورية، تحوّل بعد الثورة إلى شريك فعلي في بسط الأمن والاستقرار، حيث اندمج مع الأجهزة الأمنية في كتلة واحدة لمواجهة الفوضى والتخريب، ونبذ كل مظاهر الانقسام التي كانت مفروضة على اليمن.

وبيّن الوشلي أن سر قوة الثورة أنها كانت ثورة جامعة احتضنت كل أبناء الشعب، فصاروا حماة مبادئها وقيمها وأهدافها، في مواجهة قوى العمالة والارتباط بالخارج.

وأكد أن مصادر الفوضى السابقة كانت مرتبطة بالوصاية الأمريكية والسعودية، التي عملت على نشر العناصر التكفيرية وإشعال الخلافات القبلية كوسيلة للسيطرة والتمزيق.

وزاد الوشلي في حديثه: “قرار الثورة في قطع يد الخارج جعل من الجيش جيشاً ممثلاً للشعب، ومن الأجهزة الأمنية مؤسسات حقيقية في خدمة المواطنين، لا أداة لقمعهم كما كان الحال في السابق”.

 

ثورة أعادت الاعتبار لليمن واليمنيين:

أكد عبدالله الوشلي أن ثورة الـ21 من سبتمبر مثّلت نقطة تحول تاريخية في إبراز المعدن الأصيل للإنسان اليمني، بعد عقود من التشويه الذي مارسته الأنظمة السابقة والتدخلات الخارجية، والتي سعت إلى تقديم اليمن للعالم بصورة مشوهة ومغايرة لحقيقته.

وأوضح أن اليمن قبل الثورة كان يُصوَّر على أنه بلدٌ للفوضى والاختطافات والاقتتال الداخلي، ووكراً للجماعات التكفيرية، بينما كان اليمني مغيّباً عن دائرة التأثير في قضايا الأمة. لكن الثورة – بفضل مبادئها الأصيلة – أعادت تقديم اليمن بصورته الحقيقية، يمن الإيمان والحكمة، اليمن الثائر المتحرر، الذي يتصدر اليوم المشهد الإقليمي نصرةً لقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتزاز بالهوية اليمنية، بعد محاولات المسخ والطمس التي مورست لعقود، حيث عبّر الشعب عن هويته الإيمانية الأصيلة بشكل جذب أنظار العالم وأعاد تعريف اليمن من جديد كقوة فاعلة وصوت صادق في قضايا الحق والعدل.

واختتم الوشلي حديثه للمسيرة بالقول: إن هذه الثورة قدّمت نموذجاً ملهماً للشعوب العربية والإسلامية، من خلال صمود اليمنيين وثباتهم في مواجهة التحديات والمؤامرات، وإبراز روح التحرر والنضال لنصرة المستضعفين في الأمة والعالم، وهو ما جعل الموقف اليمني حاضراً بقوة في الساحة الإقليمية والدولية.