السيد القائد: مخرجات قمة قطر ضعيفة وتشجع العدو الإسرائيلي على استباحة المنطقة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
18 سبتمبر 2025مـ 26 ربيع الأول 1447هـ
وجَّه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- خطابًا مهمًّا إلى الأمة العربية والإسلامية، استعرض فيه سلسلة من المواقف والرسائل المفصلية، مؤكّدًا أن توسيع الاستباحة تبيّن أهمية أن تتجه الأمة لموقف صحيح ورادع؛ لأن مما يشجع العدوّ الإسرائيلي انعدام المواقف العلمية للأنظمة.
وتناول السيد القائد في خطابه عصر اليوم الخميس، برؤيةٍ شاملة وتحذيرات واضحة، مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي توضح أنَّ العدوّ الصهيوني وبدعمٍ أمريكي، تستوجب “أن نتعامل في الموقف تجاهه بناءً على وعيٍ وبصيرة”.
وأكّد السيد أنّ معادلة الاستباحة ومشروع “تغيير الشرق الأوسط” يستهدف جميع بلدان المنطقة بكل تفاصيلها، مشدّدًا على أن ذلك يشكّل خطرًا شاملًا على الأمة، ومشدّدًا في الوقت ذاته على أنَّ “القمة العربية الإسلامية كان ينبغي أن تكون لها مخرجات عملية توازي إمكاناتها ومواقعها الجغرافية بكل ما تمتلكه من عناصر قوة”، موضحاً أنّ العدوّ الإسرائيلي يسعى لتوسيع هذه المعادلة لتشمل كل العالم العربي والإسلامي، دون أي قيود أو ضوابط، واصفًا الكيان بأنه “في منتهى السوء والطغيان ولا يمتلك ذرة من القيم الإنسانية أو الأخلاقية”، مشيراً إلى أن العدوّ الإسرائيلي سخر من مخرجات قمة الدوحة الأخيرة واعتبرها بلا قيمة أو اعتبار، مؤكّدًا أن استهداف قطر ليس هدفًا منفردًا؛ بل يشمل عموم الدول العربية والإسلامية.
وحذّر من أنّ استباحة قطر تعني مقدمةً لاستباحة كل دول الخليج والمنطقة بأسرها، لافتًا إلى أن العدوّ لا يراعي علاقات سياسية أو اقتصادية لأي دولة، ولا يحترم حتى وجود القواعد الأمريكية على أراضيها، مشدّدًا على أن استهداف قطر يمثل نذيرًا خطيرًا لجميع الحكومات والقادة في العالم الإسلامي.
وانتقد السيد القائد مخرجات قمة الدوحة ووصفها بـ”الهابطة والضعيفة” التي شجّعت العدوّ الإسرائيلي على التمادي في استباحته لقطر وسائر الدول، مشيرًا إلى أنّ بعض المشاركين لا يملكون صفة قانونية لتمثيل بلدانهم، وأن بيانات القمة اقتصرت على توصيفات عامة دون مواقف عملية.
وتساءل: “هل وصلت الأنظمة العربية والإسلامية إلى درجة العجز الكامل عن اتخاذ أي موقف عملي؟” ومقدمًا مقترحات عملية استعرض القائد جملة من الإجراءات التي كان يمكن للقمّة اتخاذها للحد من العدوان، منها:
– قطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، وهو ما اعتبره خطوة ممكنة وذات تأثير.
– إغلاق الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن بعض الدول سبق أن اتخذت هذه الخطوة جزئيًا.
– رفع تصنيف “الإرهاب” عن الفصائل الفلسطينية مثل كتائب القسام وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبقية القوى الفلسطينية المواجهة لكيان العدوّ، ودعمهم ماديًا وسياسيًا وإعلاميًا.
– وقف تصدير النفط الذي يُستخدم لتشغيل آليات وطائرات العدوّ.
وقارن القائد بين القمم الأوروبية التي تدعم أوكرانيا بالمليارات والسلاح، وبين القمة العربية الإسلامية التي عجزت حتى عن إعلان دعم مالي أو سياسي واضح للشعب الفلسطيني.
الدور الأمريكي وتخاذل العرب
وأكد السيد القائد أن الولايات المتحدة شريك أساسي في المخطط الصهيوني، وتوفر الدعم المطلق والمفتوح للعدوّ الإسرائيلي، معتبرًا أن النفوذ العسكري والاستخباري الأمريكي يسهل عمليات العدوان في المنطقة، لافتاً إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين التي تظهر المراعاة لقطر لا تغيّر من حقيقة الموقف العملي الأمريكي الداعم للعدوّ.
وأوضح أنَّ الدعم المالي والسياسي والإعلامي وعلى كل المستويات خطوة متاحة لزعماء العرب والمسلمين، وكان بالإمكان إتاحة المجال أيضًا لتحرك شعوبهم بشكلٍ أكبر، مستغربًا كيف أنَّ “كثيرًا من الأنظمة العربية حاصرت شعوبها عن أي تحرك لمناصرة الشعب الفلسطيني ويجرمون ذلك ويعاقبون عليه بالسجن”.
وأشار إلى أنّه “كان بوسع الزعماء أن يوقفوا نفطهم على العدوّ الإسرائيلي حتى لا يحرك آلياته وطائراته بالوقود العربي”، مبيّنًا: “لم نطالب الحكومات بالذهاب إلى حرب العدوّ الإسرائيلي، لكن لماذا لا تقطعون علاقتكم به؟ لماذا لا توقفون دعمكم وتعاونكم معه؟؛ فعلاقة بعض البلدان العربية والإسلامية هي علاقة دعم للعدوّ يستفيد منها على كل المستويات”.
وبيّن كيف تزامنت قمة الدوحة مع “ما قام به المجرم نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي في أداء الطقوس التلمودية عند حائط البراق”، لافتًا إلى أن إيفاد وزير الخارجية الأمريكي بالتزامن مع قمة قطر لدعم العدوّ الإسرائيلي والتأكيد على استمرار الدعم المفتوح والمطلق، معبراً عن استيائه من أنَّ “الموقف الأمريكي مع العدوّ الإسرائيلي يأتي في إطار عملي ويختلف عن القمم العربية. وأكد أنَّ الأمريكي يقف مع العدوّ وقفة جادة وحقيقية وعملية في مقابل أن العرب لا يقفون مع بعضهم البعض وليس تجاه الشعب الفلسطيني فحسب.
دعوة إلى موقف قرآني
وخاطب السيد القائد الأمة، مؤكداً على ضرورة أن تضبط الأمة مواقفها وفق المعيار القرآني لمعرفة العدوّ والحلول العملية الصحيحة، قائلاً: “اعرفوا العدوّ من خلال القرآن لتكون مواقفكم صحيحة وفاعلة”، قائلاً : “اعرفوا الحلول العملية من خلال القرآن الكريم لتتحركوا فيما هو أقوم موقفًا وأكثر نفعًا وتأثيرًا إيجابيًّا؛ كان من المخزي والمعيب أن يتضمن بيان القمة التوصيف للعدوان الإسرائيلي بأنه يفشل إقامة العلاقات الطبيعية مع (إسرائيل)”.
واعتبر أن تعاطي القمة بالعجز وانعدام الموقف في مقابل حقد وأطماع العدوّ الإسرائيلي هو مما يشجع العدوّ، فيما كشفت “إعراضًا واضحًا عن هدي القرآن، في وقت تحتاج فيه الأمة إلى تحرك جماعي فاعل”.
وثمّن القائد استمرار المقاومة الفلسطينية في مختلف مناطق القطاع، بما في ذلك مدينة غزة حيث يتركّز الجهد العسكري للعدوّ الصهيوني، مشيرًا إلى أهمية تنامي نشاط مقاطعة المنتجات الزراعية الصهيونية في ألمانيا، داعيًا إلى تعميم هذه المقاطعة على مستوى العالم الإسلامي بأسره.
وحمل خِطابُ السيد القائد عبد الملك الحوثي رسالة تحذير قوية من اتساع دائرة العدوان الإسرائيلي وغياب المواقف العملية من الحكومات العربية والإسلامية، داعياً الأمة إلى التحرك الجماعي القائم على الوعي القرآني، وإلى خطوات عملية رادعة، بدءًا بقطع العلاقات مع العدوّ ودعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وماديًا وإعلاميًا، وصولًا إلى توحيد الصفوف لصد مشاريع الصهيونية العالمية التي تهدد الجميع دون استثناء.