الخبر وما وراء الخبر

الكاف: اليمن فاجأ العالم بحجم الحشود التي خرجت للاحتفال بالمولد النبوي

4

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

17 سبتمبر 2025مـ 25 ربيع الأول 1447هـ

تطرق عضو لجنة الإفتاء في اليمن، محمد سقاف الكاف، إلى فعاليات الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، والأبعاد الروحية، السياسية، والاجتماعية لهذه الاحتفالات، والخصائص التي ميّزتها في اليمن.

وأكد الكاف في تصريح خاص لقناة المسيرة، ضمن برنامج نوافذ، أن الاحتفال بالمولد النبوي هو تعبير عن عمق العلاقة الروحية بين الأمة ونبيها، واصفاً الرسول الأعظم بأنه نور القلوب، ونور أرواح المؤمنين.

وأشار إلى أن هذه الفعالية تهدف إلى تجديد العهد مع الرسول كـ “قدوة وأسوة حسنة”، لافتاً إلى العلاقة الخاصة بين مصر والنبي محمد صلوات الله عليه وعلى اله، من خلال قصة المقوقس وأم المؤمنين مارية القبطية، مشيراً إلى أن هذا الاحتفاء يأخذ بعدًا إنسانيًا أوسع في مصر حيث يشارك فيه المسلمون والمسيحيون معًا، مما يؤكد على أن الرسالة المحمدية رحمة للعالمين.

وانتقلعضو لجنة الإفتاء في اليمنمن البعد الروحي إلى البعد السياسي والجهادي للاحتفال، معتبرًا أن هذه المناسبة تضع الأمة على “حافة حساسة جداً” في مواجهة التحديات الراهنة، مشدداً على أن الارتباط بالنبي محمد ليس ارتباطًا عاطفيًا فقط، بل هو ارتباط بـ “نهج ورسالة وجهاد وأسوة”، في إشارة إلى ضرورة تطبيق أوامره ونواهيه، بما في ذلك فريضة الجهاد ضد “أم الكفر بيهوديها وصليبيها وأمريكييها”.

وأفاد أن هذا الاحتفال هو جزء من معركة سيادة وتنافسية، ووسيلة لحشد الأمة وتوحيدها، كما ربط بشكل مباشر بين هذا الالتفاف حول الرسول وما يجري في غزة وفلسطين، معتبرًا أن تقصير الأمة في هذا الشأن هو مسؤولية فردية وجماعية، وأن الأمة تواجه حربًا توسعية لن تقف عند حدود غزة.

وقدم الكاف وصفًا حيويًا ومقارنة فريدة بين الاحتفالات في مصر واليمن، مشيرًا إلى أن اليمن فاجأ العالم، بما في ذلك المصريين أنفسهم، بحجم الحشود التي خرجت للاحتفال، واصفاً هذه المظاهر بأنها “مبهرة”، خاصة بالنظر إلى أن اليمن ليس من الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة، مرجعاً هذا الإبهار إلى الطبيعة الشعبية والجماهيرية لهذه الاحتفالات، حيث خرج الشعب اليمني بأسره بقضه وقضيضه في كافة المحافظات.

وأكد عضو لجنة الإفتاء، أن هذه الجموع لم تخرج فقط فرحًا وحبًا برسول الله، بل للتعبير عن “براءة من أعداء رسول الله وأعداء دين الله”، مما يمنح الفعالية زخمًا يتجاوز الطابع الديني ليصبح تعبيرًا عن موقف سياسي ومبدئي.

وأفاد أن المولد النبوي يمثل نقطة ارتكاز للوحدة الإسلامية، ويحدد ثلاثة محاور أساسية تتحد حولها الأمة: الله، ورسوله، وكتابه.

وذكر الكاف أن إحياء مناسبة المولد النبوي هو المفتاح لتوحيد الأمة، لأنها لولا المولد النبوي لم تكن هناك ليلة القدر، لم تكن هناك هجرة، لم يكن شهر رمضان ولا صيام شهر رمضان ولا حج بيت الله، مؤكدًا أن ولادته صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي أصل كل ما جاء بعده من شعائر الدين.