صحيفة “اليمن” تتحدى العدوان: دماء الشهداء حبر يكتب رسالة الصمود
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
17 سبتمبر 2025مـ 25 ربيع الأول 1447هـ
في مشهد يعكس إرادة لا تُقهر وصمودًا مهنيًا منقطع النظير، تحدت صحيفة “اليمن” الأسبوعية العدوان الصهيوني بإصدارها عددها (329) في موعده المحدد، وذلك بعد أيام فقط من استهداف مقرها بغارة جوية أدت إلى استشهاد 32 صحفيًا من طاقمها، حيث جاء هذا الإصدار كرسالة قوية وصريحة، تؤكد أن صوت الحقيقة لن يغيب، وأن الكلمة ستظل أقوى من القنابل.
لقد كان صباح الأربعاء الماضي يومًا أسود في تاريخ الصحافة اليمنية، عندما تحول مقر الصحيفة إلى ركام بفعل غارة غادرة، استهدفت مباشرةً منبر الحقيقة، وأزهقت أرواحًا تحملت أمانة نقل الواقع.
كان الهدف من هذا العدوان واضحًا وهو إخماد صوت الصحافة الحرة، ومنع العالم من رؤية جرائم الاحتلال في قطاع غزة، التي وثقها الصحفيون اليمنيون بشجاعة على مدار ما يقارب العامين، لكن عزيمة الصحفيين المتبقين كانت أكبر من حجم المأساة. فبدلًا من الاستسلام للألم والتوقف عن العمل، أصر القائمون على الصحيفة على مواصلة المسيرة، وعملوا ليل نهار لإصدار العدد الجديد.
تصدرت الصفحة الأولى عنوانًا صارخًا ومعبرًا “رغم ألم الجراح، الصوت باقٍ ولن يغيب”، ليُصبح مانشيت العدد ليس مجرد خبر، بل إعلانًا عن إصرار لا يتزعزع.
وتعتبر هذه الخطوة تأكيدًا عمليًا ومهنيًا على إيمان الصحفيين بدورهم المحوري في فضح جرائم الاحتلال، إنها ليست مجرد صحيفة تصدر، بل هي رسالة تحدٍ واضحة للعدوان، بأن دماء الشهداء لم تذهب هدرًا، وأنها ستكون حبرًا يكتب فصول الصمود، وأن الحقيقة التي حاولوا دفنها ستخرج من تحت الأنقاض لتصل إلى كل أنحاء العالم.
هذه الملحمة الصحفية تُثبت أن مهنة الصحافة ليست مجرد وظيفة، بل هي رسالة ونضال من أجل الحق والعدالة، وأن الصحفي يظل خط الدفاع الأول ضد الظلم والعدوان.