الخبر وما وراء الخبر

المرأة بين نور الإسلام وظلمات الحضارة الغربية

3

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

12 سبتمبر 2025مـ 20 ربيع الأول 1447هـ

بقلم // سعاد الشامي

منذ أن أشرق نور الإسلام على الدنيا، كان للمرأة مكانتها الرفيعة وحقها المصون، إذ أتى التشريع الإلهي ليضعها في موضع العزة والاحترام، ويحررها من قيود الجاهلية واستغلال النفوس المريضة، فجعلها إنسانًا كامل الحقوق والواجبات، لا تابعًا ذليلًا ولا سلعةً رخيصة، بل روحًا سامية ورسالة عظيمة، وزهرة تصان في حديقة الفضيلة، لا تذبل ولا تداس تحت أقدام النزوات، بل تظل بهاءً ونورًا، تعكس جمال خالقها ، وتشارك في عمارة الأرض ورسالة السماء.

قدم الإسلام المرأة على أنها جوهرة غالية، وأن العفة هي تاجها، فسن لها ضوابط تحفظ هذا التاج من أن تعبث به الأهواء ؛ فلم تكن هذه الضوابط تقييدًا لحريتها كما يروج أعداء الدين، بل كانت سياجًا يحمي كرامتها، ويصونها من نظرات الشهوة واستغلال النفوس المريضة، ويمنحها حرية التحرك في خط التوازن الذي يجمع بين الطهر والعمل، بين الحياء والعطاء، بين أنوثتها الراقية ورسالتها السامية.

أما الحضارة الغربية التي رفعت شعارات الحرية بلا حدود، ونجحت في تزيين قيود جديدة بألوان براقة كانت أثقل من قيود الجاهلية الأولى ، فقد دفعت بالمرأة إلى ميدان الانحراف والانحلال باسم التقدم والتحضر والمساواة، فخلعت عنها ثوب العفة والكرامة لتصبح أداةً لتسويق الغرائز، وسلعةً تستهلك في سوق الإعلانات وصرعات الموضة الغربية، حتى فقدت جوهرها الأصيل ودورها العظيم و أسمى ما تملكه وهو حياءها الفطري، وكرامتها الأصيلة.

إن الإسلام لم يرد للمرأة أن تنطوي على نفسها أو تحبس عن الحياة، بل أرادها أن تكون شريكة الرجل في البناء والبذل والعطاء والعمل ، ومربية للأجيال، وأن تتحرك في أوساط مجتمعها بعقلها الراجح وفكرها النير وقلبها النقي، ولكن في إطار من الضوابط التي تصونها من الانحدار إلى درك الابتذال.

فما أحوج المرأة المسلمة اليوم إلى أن تدرك أن الحرية الحقيقية ليست في الانفلات من ضوابط الإسلام بل في الانضباط الذي يحقق التوازن بين الفطرة والطهر، وبين الحاجة والغريزة، وبين الحقوق والواجبات ، فالإسلام لم يأتِ ليكبت المرأة وإنما جاء ليخرجها من ظلمات الضلال إلى أنوار الهداية ، ويحفظها من أن تصبح أداة رخيصة في يد حضارة مادية لا ترى فيها إلا جسدًا يُباع ويُشترى.