فياض: أمريكا تمنح كيان العدو الصهيوني الضوء الأخضر لاستكمال حرب الإبادة في غزة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
28 أغسطس 2025مـ 5 ربيع الأول 1447هـ
أكد الكاتب والباحث الفلسطيني عصري فياض أن كيان العدو الصهيوني ماضٍ في تنفيذ مخططه التوسعي والتهجيري في قطاع غزة، بدعم أمريكي واضح، رغم الحديث المتكرر عن مفاوضات تهدئة.
وفي حديثه لقناة المسيرة، اليوم، شدد فياض على أن ما يُدار في الغرف السياسية، خصوصًا داخل الولايات المتحدة، يتناقض كليًا مع ما يحدث ميدانيًا على الأرض من جرائم إبادة ودمار ممنهج.
وأوضح فياض أن الاجتماع الذي جرى مؤخرًا في الولايات المتحدة، برئاسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبحضور صهره جاريد كوشنير، يكشف حقيقة الدور الأمريكي في تسهيل مهام كيان العدو الصهيوني لإكمال مشروع تدمير غزة، وتحويل القطاع إلى منطقة دولية “سياحية” تخدم الأجندات الاقتصادية الأمريكية والصهيونية، في إطار تبادل واضح للأدوار بين واشنطن وتل أبيب.
وأضاف أن كيان العدو الصهيوني يمهّد حاليًا لاجتياح مدينة غزة، بدءًا من منتصف الشهر القادم، عبر تكثيف القصف المدفعي والجوي واستهداف المدنيين في مناطق مكتظة كمدينة غزة والمنطقة الوسطى، والتي تأوي قرابة مليون نسمة، في خطوة تهدف إلى فرض التهجير القسري تحت ضغط النار والحصار والتجويع.
وأشار إلى أن المناطق التي أعلن العدو عن كونها “آمنة” في رفح وخان يونس ليست سوى مناطق تجميع قسري لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، استعدادًا لترحيلهم عبر البحر أو عبر المطارات، في سيناريو تهجير ممنهج، سبق أن خُطط له قبل نحو 20 عامًا. وقال: “ما يجري هو إقامة سجن كبير، حيث يُحاصر السكان ويتلقون الفتات، ثم يُدفع بهم قسرًا نحو المنافي.”
وبين أن الحصار والتجويع هما أدوات تمهيدية للتهجير، لكن هذه المخططات ستصطدم – كما في كل مرة – بصمود الشعب الفلسطيني، والمقاومة التي تستعد جيدًا لمواجهة الاجتياح البري المحتمل.
أزمة داخل كيان العدو الصهيوني
وتناول فياض حالة الانقسام الحاد داخل كيان العدو، لا سيما بين المستويين السياسي والعسكري. واستشهد بما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن اعتراض رئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي على توسيع الهجوم البري، في ظل عزوف قطاعات من الاحتياط عن تلبية الاستدعاءات، وانعدام القناعة بجدوى الحرب الحالية.
وأضاف أن نتنياهو لا يراهن على الانتصار العسكري فحسب، بل يستخدم الحرب كأداة للهروب من أزماته السياسية والشخصية، حتى لو كان ذلك على حساب تمزيق وحدة الكيان الداخلية، وتكريس الشرخ بين مكوناته.
وفيما يتعلق بدور الوسطاء، أعرب فياض عن أسفه من محدودية أداء كل من مصر وقطر، رغم امتلاكهم علاقات ونفوذ يمكن أن يُستثمر بشكل أكبر للضغط على كيان العدو الصهيوني. وقال إن اقتصار تصريحات وزير الخارجية المصري والقطري على الإعراب عن “الأسف والتعنت الإسرائيلي” لم يعد كافيًا، مشيرًا إلى أن المطلوب هو تحرك حقيقي وجاد يضع حدًا للحصار والمجاعة المفروضة على غزة.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية قد أبدت مرونة في التعاطي مع جهود التهدئة، لكنها اصطدمت برفض متكرر من قبل حكومة العدو، التي تسعى للمماطلة وتوسيع الحرب في آنٍ واحد.
وشدد على أن مشاريع التهجير والإبادة التي يُخطط لها لن تمر، مؤكداً على أن غزة ستظل عصية على الكسر بفضل صمود شعبها، وجاهزية مقاومتها، رغم كل محاولات كيان العدو الصهيوني لتفريغها من سكانها، وتحويلها إلى ورقة مساومة سياسية واقتصادية.