الخبر وما وراء الخبر

كاتب لبناني يقدم قراءة دقيقة للمشهد الداخلي ويكشف المساعي الأمريكية لخدمة العدو الصهيوني

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

28 أغسطس 2025مـ 5 ربيع الأول 1447هـ

قال الكاتب والإعلامي اللبناني خليل نصر الله إن تصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بشأن تعقيد الأوضاع في البلاد تعكس تقديرًا دقيقًا للمشهد السياسي والأمني المتداخل، لا سيما في ظل محاولات الولايات المتحدة إعادة ترتيب الخارطة الإقليمية بما يخدم مصالح كيان العدو الصهيوني.

وفي حديثه لقناة المسيرة، اليوم، أشار نصر الله إلى أن هناك تحركات أمريكية على أكثر من محور في المنطقة، بدءًا من سوريا ولبنان والعراق، وصولًا إلى اليمن، تصبّ في خانة الضغط على القوى المقاومة، ومحاولة ضرب العلاقة الاستراتيجية مع إيران. وأضاف أن “الإدارة الأمريكية الحالية تتعامل مع الملفات بسطحية بالغة، وقد اتّضح ذلك في إدارتها السيئة للملف السوري”.

ورأى نصر الله أن هناك ضغوطًا مستترة تستهدف سلاح حزب الله، تحت عناوين أممية، مشيرًا إلى أن تجديد مهام قوات “اليونيفيل” لعام إضافي يحمل دلالات متشابكة.

وأوضح أن “رغم أن هذا التمديد قد لا يبدو في صالح كيان العدو الصهيوني من حيث الشكل، إلا أن الترحيب الأمريكي به يدل على نية مبيتة لدفع هذه القوات إلى توسيع صلاحياتها، وربما توظيفها كأداة ضغط جديدة على المقاومة والبيئة الحاضنة لها في الجنوب”.

وأضاف: “الولايات المتحدة، ومن خلفها كيان العدو الصهيوني، تحاول تمرير مشاريع تمس السيادة اللبنانية تحت غطاء قرارات أممية، ولكن الجنوب اللبناني، كما أثبت سابقًا، لن يكون ساحة مستباحة لهذه المحاولات.”

وتطرق نصر الله إلى الاحتجاجات الشعبية التي شهدها الجنوب اللبناني مؤخرًا، والتي أفضت إلى إلغاء زيارة مسؤولين رسميين إلى المنطقة، معتبرًا ذلك مؤشرًا واضحًا على أن الشعب في الجنوب، وخصوصًا عوائل الشهداء، متمسك بخيار المقاومة ورافض لأي محاولات خارجية للمساس بهويته أو أمنه.

وقال: “الموقف الشعبي الجنوبي حاسم، ويوجه رسالة قوية: لا تفريط بسلاح المقاومة، ولا قبول بأي تدخلات أجنبية.”

وفيما يتعلق بالحديث المتداول عن “تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان”، حذّر نصر الله من خطورة هذه الطروحات التي وصفها بـ”المشبوهة”، مشيرًا إلى أن هناك ما هو أبعد من البُعد الأمني المُعلن، قائلاً: “ما يجري ليس بريئًا، وقد يكون جزءًا من مشروع أوسع لتفكيك كل عناصر القوة في المنطقة تمهيدًا لتكريس تفوق كيان العدو الصهيوني في المعادلة الإقليمية.”

وأكد نصر الله على أن أي مساس بالمخيمات أو بسلاح المقاومة تحت أي ذريعة، سيقابل برفض شعبي وسياسي واسع، مشددًا على أن الشعب اللبناني والفلسطيني في لبنان بات أكثر وعيًا تجاه هذه المحاولات.