الخبر وما وراء الخبر

الضغوط الأمريكية وتكثيف المؤامرة ضد سلاح المقاومة اللبنانية

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

27 أغسطس 2025مـ 4 ربيع الأول 1447هـ

في ظل اشتداد التصريحات الأمريكية والصهيونية الأخيرة بشأن الجنوب اللبناني وسلاح المقاومة، تبدو ملامح مؤامرة سياسية واضحة تهدف إلى استهداف كرامة لبنان واستقلالية قراره الوطني، ويأتي هذا ضمن سياق متصاعد من الضغوط الإقليمية والدولية، ومحاولات فرض شروط تتعارض مع جوهر السيادة الوطنية.

وكشفت تصريحات حديثة لكل من السيناتور الجمهوري “هام جراهام” وتوماس براك – المبعوث الأمريكي – عن نية الإدارة الأمريكية ربط أي دعم سياسي واقتصادي للبنان بنزع سلاح المقاومة، وعلى رأسها حزب الله، وهو ما اعتبره مراقبون تجاوزًا صارخًا لمبادئ السيادة اللبنانية وتدخلاً فاضحًا في الشؤون الداخلية.

وأكد براك في مؤتمر صحفي عقده في بيروت عقب لقائه برئيس الجمهورية، أن كيان العدو الصهيوني لا يسعى إلى احتلال لبنان، بل سيتعامل “بخطوات متماثلة” مع عملية نزع سلاح حزب الله، في إشارة ضمنية إلى أن لبنان بات مطالبًا بتقديم تنازلات سيادية لصالح كيان العدو.

وأضاف أن خطة نزع السلاح – التي زعم أنها ستُعرض نهاية أغسطس الجاري – لن تكون بالضرورة عسكرية.

وفي هذا السياق، أشار مدير مركز شمس للدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد الشيخ إلى أن التصريحات الأمريكية الأخيرة تكشف عن انهيار نفسي حاد لدى صانعي القرار في واشنطن وتل أبيب، في أعقاب الصلابة المتزايدة لدى المقاومة اللبنانية وثبات الجيش اللبناني في مواقفه الوطنية. وأضاف أن التصريحات “العصبية” التي صدرت مؤخرًا تعكس فشل الإدارة الأمريكية في فرض رؤيتها، ومحاولتها تعويض هذا الفشل عبر الضغوط الإعلامية والسياسية.

وشدد الدكتور الشيخ على أن مناقشة مدى التزام كيان العدو الصهيوني بأي خطوات موازية أو “متماثلة” هو عبث سياسي، مشيرًا إلى أن التاريخ أثبت مرارًا أن هذا الكيان لا يحترم الاتفاقيات ولا يلتزم بتعهداته.

وتابع: “من السذاجة تصديق أن كيانًا يسعى إلى فرض مشروع ما يسمى بـ(إسرائيل الكبرى) سيتنازل طوعًا عن أطماعه الإقليمية”.

ولفت الشيخ إلى أن الوفد الأمريكي الزائر للبنان يمارس دور الناطق الرسمي باسم كيان العدو الصهيوني، في محاولة لفرض أجندة لم تتمكن الحرب من تحقيقها. وأكد أن ما يجري اليوم ليس سوى محاولة متجددة لزعزعة موقف المقاومة، عبر قنوات دبلوماسية ومؤتمرات ظاهرها الحوار وباطنها التهديد والتطويع.

وحول الحديث عن خطة لبنانية رسمية لنزع سلاح المقاومة، تساءل الدكتور الشيخ عن موقع الدولة اللبنانية من هذه التصريحات، معتبراً أن “توماس براك تحدث وكأنه ناطق رسمي باسم الحكومة اللبنانية، في غياب أي موقف رسمي واضح يدينه أو يرد عليه”، الأمر الذي يُعد برأيه “فراغًا سياسيًا يستدعي القلق”.

وشدد الدكتور الشيخ في ختام مداخلته على ضرورة التلازم بين الموقفين الرسمي والشعبي في لبنان، محذرًا من مغبة الرهان على ما وصفه بـ”الخداع الأمريكي”، داعيًا إلى التمسك بخيار المقاومة كحق مشروع للدفاع عن الأراضي اللبنانية المحتلة، انسجامًا مع مبادئ القانون الدولي.