الخبر وما وراء الخبر

خبير في شؤون العدو: قرار احتلال غزة يعمّق الانقسام في مؤسسات الكيان المؤقَّت

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
9 أغسطس 2025مـ – 15 صفر 1447هـ

كشف الخبير في الشؤون الصهيونية الدكتور نزار نزال عن تداعيات خطيرة لقرار حكومة كَيان العدوّ الصهيوني التوجّـهَ نحو احتلال قطاع غزة بشكل كامل.

وأوضح نزال خلال حديثه لقناة “المسيرة” اليوم السبت، أن “مجرم الحرب نتنياهو تمكّن من إضفاء شرعية على القرار رغم معارضة داخلية واسعة، حَيثُ حظي بموافقة “الكابينت” (المجلس الوزاري المصغّر للأمن) بعد مناقشة استمرت 10 ساعات – الأطول في تاريخ الكيان منذ 1948م”.

وأشَارَ إلى أن هذا التوجّـه “ينطوي على العديد من الانعكاسات الخطيرة، من أبرزها تلك المتعلقة بالخسائر البشرية المتوقعة في صفوف جيش العدوّ، خَاصَّة في ظل الطبيعة الجغرافية المعقدة لقطاع غزة، والتي ستجبر الجنود على خوض معاركَ داخل المخيمات والأزقة والأنفاق؛ ما يضعهم في مواجهة مقاومة شرسة، لا سِـيَّـما من قبل حركاتٍ متدينة كحركة حماس والجهاد الإسلامي”.

ورغم تحفّظ المؤسّسة الأمنية والعسكرية داخل كيان العدوّ على هذه الخطوة؛ فقد تم تمرير المقترح، في ظل استحالة رفض قرار صادر عن المستوى السياسي، كما أوضح نزال، إلا أن المؤسّسة العسكرية، بوصفها مؤسّسةً علمانية ليبرالية، أبدت قلقًا شديدًا من طبيعة المهمة، ومن حجم الخسائر المتوقعة التي قد تؤدي إلى تمرد داخل الجيش.

وذكر نزال أن “المؤسّسة العسكرية تعيشُ حالةً من التملمُل والتعب، وسط تقاريرَ عن فرار الآلاف من الجنود، ورفضهم الانخراط في العمليات العسكرية، وإقدام بعضهم على الانتحار؛ ما يعكس حجمَ الإرباك والتفكك داخل المنظومة العسكرية”، مُضيفًا أن “جنرالات بارزين في كيان العدوّ حذّروا من تكرار تجاربَ فاشلة في حروب المدن، مشيرين إلى ما حدث في فيتنام والعراق وأفغانستان”.

وتطرق الخبير إلى الأهداف السياسية التي يسعى نتنياهو لتحقيقها من خلال إطالة أمد الحرب، مؤكّـدًا أن استمرارها يخدم بقاءَه السياسي وحزبه “الليكود”، على حساب مصلحة كيان العدوّ.

ولفت إلى أن “مِلف الأسرى أصبح ورقة مساومة مؤجلة، حَيثُ يرفُضُ نتنياهو التوصل إلى تهدئة مقابلَ إطلاق سراحهم، مفضِّلًا إبقاءَهم كورقة ضغط”.

وفيما يتعلق بالاحتجاجات داخل كيان العدوّ، أوضح نزال أن “الشارع الصهيوني يفتقرُ إلى قيادة واضحة لحراكه، مع غياب معارضة فاعلة يمكنها تنظيم الاحتجاجات بشكل مؤثر. ورغم الحضور الجماهيري، إلا أن غياب “رأس” للحراك حالَ دون تحقيق ضغط كافٍ لإجبار الحكومة على تغيير مسارها أَو الدخول في تهدئة طويلة”.

كما لفت إلى أن “هناك توجّـهًا لإعادة هيكلة الجيش داخل كيان العدوّ، حَيثُ تسعى الحكومة إلى إحلال قيادات من “الصهيونية الدينية” مكان القيادات العلمانية، في مسعى لتحويل المؤسّسة العسكرية إلى كَيان ديني يخدِمُ أجندةً سياسية محدّدة”.

وأوضح أن شخصية مثل المجرم “إيال زامير”، رئيس أركان جيش العدوّ، باتت غيرَ مرغوب فيها؛ بسَببِ معارضته لبعض سياسات نتنياهو؛ ما دفعه للتهديد بالاستقالة.

ولفت نزال إلى أن “هذه التغييرات تؤدي إلى تصدُّع داخلي كبير في جيش كيان العدوّ، خَاصَّةً في ظل الفجوة الواسعة بين الجنود الليبراليين، و”الحريديم” المتشدّدين، الذين يُجبَرون على خوض المعارك، وبين القيادات السياسية والدينية التي تسعى لتحقيق مكاسبَ حزبية على حساب الأرواح”.

وخلص نزال إلى أن “حروب المجرم نتنياهو “المفتوحة” في مناطقَ متعددة لا تخدِمُ الكيانَ الصهيوني بل تسهم في بقائه السياسي فقط، وأن محاولةَ احتلال غزة سيؤدي إلى زلزال داخلي في الكيان الصهيوني ويعمّق انقساماته في أوقات حرجة”.