الخبر وما وراء الخبر

غزة.. أزاحت الستار، وبينت المسار

4

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

23 يوليو 2025مـ 28 محرم 1447هـ

بقلم// آلاء غالب الحمزي

مابين مُدعي وزائف، وعاطل وباطل، ومُثرثر وكاذب، وما بين منافق وعميل، وخائن باع الضمير، لطلما نسمع منهم الشعارات الرنانة والصاخبة، والملونة المصبوغة باصباغ حب الوطن، وادعى مصلحة الشعوب، بل قد يضطر البعض أن يذرف دموع التماسيح ليصدقه الآخرون، وبل الأقبح والأجرم من ذلك هو أن البعض يستخدم الخطاب والغطاء الديني لتنفيذ مخططات من هم أصلًا أعداء لهذا الدين!.

ولكن هنالك ما أزاح الستار، وكشف أقنعة الكثير ممن يدعون الانتماء للدين الإسلامي، ولمدعين الحرية، والحقوق، والضمير، والإنسانية، كلهم كشفت حقائقهم أمام القضية الفلسطينة، وأمام ما يحصل اليوم في غزة، من حرب إبادة وتجويع، أمام تلك الجرائم والمشاهد التي يعجز وصفها، هنالك من يموت بالصواريخ والقنابل وبمختلف الأسلحة، وهناك من يموت بالمرض نتيجة انعدام الدواء، وهناك من وللأسف يتساقطون في الشوارع والطرقات نتيجة للجوع، نعم، والمشاهد والفديوهات موثقة، الناس في غزة يموتون من الجوع‘ فما بين التجويع في غزة‘ وآلاف الولائم، والمليارات، والدولارات، والنفط، والذهب، والفضة، تذهب لصالح الأمريكي والإسرائيلي، تُقدم من ملوك وقادة وزعماء العرب!، وكأن ما يحصل في غزة لا يعنيهم بشيء‘ وكأنه لادين ولا إنسانية تجمعهم، وتناسوا قوله “صلوات الله عليه وآله”: «من سمع مناديًا يقول: يا للمسلمين فلم يجب، فليس منهم»، بل إن الكثير سعَ بالعمالة والارتهان والتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي!.

ولكن في المقابل هناك من حدد مساره، وبين موقفه، وبيض وجه أمام الله سبحانه وتعالى، وانطلق لا يخشى أحدًا غير الله تبارك وتعالى، وأطلق الصواريخ والطائرات إلى عمق كيان العدو الغاصب، وقال: “لا لحرب الإبادة والتجويع في غزة”‘ لا للقتل، ولا للدمار، ولا للحصار، ولا للظلم، تحرك الشرفاء في “محور الجهاد والمقاومة” في فلسطين، و اليمن، ولبنان، والعراق، وإيران، وشكلوا قوة تردع هذا الكيان اللقيط، ولم يبالوا بالخيانة والخذلان والصمت المحدق بهذه الأمة‘ وكان الله تعالى ثقتهم ومعتمدهم وناصرهم.

وتبقى غزة مسؤولية الجميع، فالمقاطعة الاقتصادية للعدو هي بمثابة الغزو له إلى عُقر داره، والإنفاق للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير فعندما تصل الصواريخ وتحطم كيان العدو كن مشاركًا في هذا النصر والمجد والشرف، والإنفاق في سبيل الله في كل مواطنه، وحضور الفعاليات والمسيرات والوقفات لتكتمل الصورة ويكتمل الموقف لتلقى الله ببياض وجه‘ رافع الهامة‘ مرفوع الجبين.. {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ}، {…وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ}.