اليمن كشف زيف الشعارات وفرض جبهة فاعلة ضد العدو الصهيوني
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
20 يوليو 2025مـ 25 محرم 1447هـ
قال المحلل السياسي التونسي زهير مخلوف إن اليمن لم يكن حالة طارئة أو طفرة في سياق المواجهة الإقليمية، بل شكّل استثناءً عربيًا حقيقيًا في دعمه المتواصل والفاعل للقضية الفلسطينية، لا سيما في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.
وفي مداخلة له على قناة المسيرة، أشار مخلوف إلى أن اليمن، قيادة وشعبًا، قدّم نموذجًا نادرًا من الالتزام العملي لا النظري، وواجه إلى جانب غزة كيان العدو الصهيوني سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، ونجح في تعطيل الملاحة البحرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب، وحتى في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، ما ساهم في تشكيل ضغط كبير على الكيان الغاصب.
واعتبر أن المواقف اليمنية – من خلال أنصار الله والجيش اليمني والموقف السيادي للسيد عبد الملك الحوثي – يحفظه الله_ كانت أحد أهم أعمدة الدعم الفعلي للمقاومة الفلسطينية، وليس مجرد تعاطف أو شعارات، كما هو الحال لدى العديد من الأنظمة العربية والإسلامية، التي طالما رفعت شعارات الدعم لفلسطين دون أي تحرك ملموس على الأرض.
وأوضح أن تصريحات المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، التي أشاد فيها بالدور اليمني واعتبره “مفاجأة المقاومة”، كانت بمثابة صفعة سياسية وأخلاقية للأنظمة والقوى التي وقفت موقف المتفرج أو اختارت الاصطفاف مع قوى الهيمنة الغربية.
وأضاف أن أبو عبيدة لم يُجامل عندما وصف اليمن بأنه “جبهة فاعلة” و”أخ الصدق”، بل وجّه نداءً صريحًا إلى الضمير العربي والإسلامي، ووجّه لومًا حادًا لأولئك الذين باعوا ضمائرهم، وساهموا في حرف الوعي العربي عن حقيقته، وانحازوا للمصالح الضيقة على حساب القضية الفلسطينية.
وأكد أن اليمن – رغم ظروفه الصعبة وحصاره المتواصل – لم يتراجع لحظة واحدة عن دعم غزة، سواء سياسيًا أو عسكريًا أو من خلال الزخم الشعبي، مشددًا على أن هذه المواقف أعادت إحياء الشعور بالكرامة والعزة لدى الشعوب العربية والإسلامية.
وخلص مخلوف تصريحه بالتأكيد على أن اليمن، بقيادته وشعبه، أثبت أنه في قلب محور المقاومة، وفرض معادلة جديدة في الصراع مع كيان العدو الصهيوني، معيدًا بذلك الاعتبار للمقاومة الفعلية، ومحرجًا في الوقت ذاته كل من اتخذ من فلسطين شعارًا دون مضمون.