الخبر وما وراء الخبر

اليمن يشكل تحدياً كبيراً يهدد بقاء الكيان والهيمنة الأمريكية في المنطقة

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

20 يوليو 2025مـ 25 محرم 1447هـ

أوضح الدكتور علي بيضون، أستاذ العلاقات الدولية، أن اليمن قد فاجأ كيان العدو الصهيوني بثبات موقفه واستمراره في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الجبهات العسكرية التي فُتحت ضد كيان العدو الصهيوني خارج كل الحسابات الاستراتيجية، وقد أربكت السياسة الأمريكية والصهيونية على حد سواء.

وفي حديثه لقناة المسيرة اليوم الأحد، أكد الخبير في العلاقات الدولية بيضون أن هذه الجبهات عطّلت العديد من المعادلات التي كان كيان العدو الصهيوني يعتمد عليها في تفوقه العسكري والاستراتيجي وقدراته الجوية.

وأضاف أن اليمن يمتلك مجموعة من العوامل التي لا يستطيع كيان العدو الصهيوني ولا الأمريكيون التعامل معها بسهولة، لاسيما روح التحرر والاستقلال، والقدرات الذاتية، والبعد والمساحات الجغرافية، وظروف القتال المعقدة، وموقع اليمن الاستراتيجي على مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

ولفت بيضون إلى أن استخدام اليمن المستمر للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، دون الأخذ في الاعتبار أي حسابات سياسية أو أمنية أو اقتصادية، يشكل تحديًا كبيرًا.

وأكد أنه بالرغم من الحصار والضربات والعدوان على اليمن، إلا أن اليمن مستمر في موقفه، ولم يتوقف أو يتراجع أو يخضع لأي تهديد إسرائيلي أو أمريكي.

وأرجع بيضون قوة اليمن الفريدة إلى دوره وموقعه، بالإضافة إلى قيادته السياسية التي تعادي كيان العدو الصهيوني وتصر على مساندة قطاع غزة والشعب الفلسطيني، الذي يعتبر القضية الأولى للشعب اليمني.

وشدد على أن اليمن لم يهتز، وما زال مصرًا على موقفه السياسي والعسكري القوي.

وأشار بيضون إلى الحضور الشعبي الأسبوعي الكبير في اليمن، والذي يعكس دعمًا شعبيًا واسعًا، بالإضافة إلى الحضور الإعلامي الكبير لليمن في دعم القضية الفلسطينية وتقديم الدعم السياسي للقيادة.

كل هذه العوامل، بحسب بيضون، منحت اليمن قوة فريدة من نوعها، لا يمكن التعامل معها بسهولة كما يتم التعامل مع غزة أو لبنان أو سوريا أو الجبهات الأخرى.

وأكد الدكتور بيضون أن اليمن يستطيع أن يفتح جبهة بطريقة مستمرة وطويلة الأمد، تشكل استنزافًا كبيرًا وطويلًا لكيان العدو الصهيوني. واعتبر هذه الجبهة من أعقد الجبهات التي تعرض لها كيان العدو الصهيوني في هذه المرحلة، ولا يستطيع حسمها في أي ظرف من الظروف.

وفي سياق آخر، تحدث بيضون عن ملفات إقليمية واستراتيجية تهدف إلى تحويل الشرق الأوسط إلى ساحة لتهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن كيان العدو الصهيوني، ذو المساحة الصغيرة، بحاجة إلى جغرافيا.

ولفت إلى التنسيق المستمر مع وزير الحرب الأمريكي في هذا المجال، سعيًا لتحقيق مشروع “من النيل إلى الفرات”، الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء والاستيلاء على الأراضي وتأمين كامل مساحة كيان العدو الصهيوني كدولة يهودية.

 

وأوضح بيضون أن أمريكا لا تصرح إلا بما يخدم المشروع والمصالح الإسرائيلية، وأنها تخادع في حل الدولتين، وتخدع في موضوع إبقاء الفلسطينيين في أرضهم، وحتى في دعم السلطة الفلسطينية وإنهاء الحرب وإيجاد صفقة تبادل أسرى.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تراوغ في هذه النقاط رغبة في إعطاء فرص لكيان العدو الصهيوني لتحقيق مكاسب استراتيجية في هذه المرحلة، لتدمير كل نقاط القوة في المنطقة وإحكام السيطرة على كل الدول المحيطة، بحيث يبقى كيان العدو الصهيوني الدولة الأقوى القادرة على فرض مشاريع وخيارات على كل هذه الدول، مستفيدة من الدعم الأمريكي غير المنخفض.

وخلص الدكتور بيضون حديثه بالإشارة إلى أن كيان العدو الصهيوني لا يتوقف عن تنفيذ مخطط التهجير، سواء في الميدان بما يفعله من جرائم في قطاع غزة، أو من خلال الاتصالات السرية التي تحدث عنها موقع أكسيوس مع إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا، مؤكدًا أن هذا الملف سيبقى في إطار المتابعة والتغطية المستمرة.