محلل سياسي: كيان العدو الصهيوني يعيش أزمة متعددة الأوجه وصواريخ اليمن تفرض وقف إطلاق النار
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
10 يوليو 2025مـ 15 محرم 1447هـ
أكّد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، أن كيان العدوّ الصهيوني يمر اليوم بحالة من الأزمة الحقيقية تتجلى في الميدان، والسياسة، وفي التركيبة الداخلية لمجتمعه.
وخلال حديثه لقناة “المسيرة” اليوم الخميس، شدّد الصباح على أن هذه الأزمة تتعمق وتتسع يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة اليمنية وعمليات المقاومة في قطاع غزة والعمق اللبناني تزيد من الضغوط على كيان العدوّ.
وأوضح أن كيان العدوّ الصهيوني، الذي كان يعاني في السابق من الحصار البحري المفروض عليه من قبل القوات المسلحة اليمنية، أصبح اليوم يعاني من الحصار البحري والجوي الداخلي.
وأشار إلى أن المقاومة اللبنانية والقوات المسلحة اليمنية، بالتزامن مع العمليات المتصاعدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تعمل على إلحاق خسائر فادحة بجيش الاحتلال، بما في ذلك محاولات أسر جنود جدد، مما يفقده القدرة على لملمة جراحه الميدانية والسياسية.
وتطرق إلى الأزمة السياسية الداخلية المتفاقمة في كيان العدو الصهيوني، حيث بدأت التركيبة الداخلية للمجتمع الصهيوني تأخذ أبعادًا جديدة. ولم يعد الشارع مقتصرًا على أهالي الأسرى وحدهم، بل انضم إليهم أهالي الجنود.
وأشار إلى أن كذبة الأحزاب الحاكمة لم تعد قائمة، مع تهديدات الحريديم بإسقاط الحكومة، ومحاولة الأحزاب الأخرى فرض رؤى جديدة بشأن استمرار الحرب أو وقفها.
وقال: إن “الأصوات العسكرية والسياسية من خارج عصابة بنيامين نتنياهو تقول إن هذه الحرب لم تعد تجدي نفعًا ولن تأتي بنفع”، مشيرين إلى إدراكهم الجيد بأن الجبهة اليمنية مفتوحة وستبقى مفتوحة. وذكر بتصريح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في 19 يناير، والذي أكد فيه أن “يد اليمن على الزناد، وأنهم سيعودون إذا عاد كيان العدوّ”.
وأفاد بأن الصواريخ التي تصل إلى العمق المحتل، وعودة المستوطنين اليومية إلى الملاجئ، وحالة الهلع التي تعصف بهم، كلها عوامل تجعل كيان العدو يفقد القدرة على انتظام الحياة بشكل طبيعي، معتبراً أن هذا الوضع يمثل أداة ضغط رئيسية تجعل بنيامين نتنياهو يعلن اليوم عن رغبته في وقف إطلاق النار.
وتابع، أن المفاوضات تجري لأول مرة في مكانين: واشنطن والدوحة، مع انخراط أمريكي يومي وفعال في محاولة لإيجاد صيغة توافق.
وشدّد على أهمية مواصلة الضغط اليومي، من خلال الصواريخ اليمنية والخسائر في غزة، وتصاعد الرأي العام العالمي الرافض لجرائم كيان العدوّ، وهو ما سيدفع بهم رغماً عن أنوفهم إلى وقف الحرب، وليس فقط وقف إطلاق النار.
وعلق على ما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” حول “تحسن كبير في المعلومات الاستخباراتية عن اليمن بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية” بوصفه لهذا الادعاء بـ “الشطحة الصحفية”، مؤكدًا أن كيان العدو الصهيوني والدول التي ساندته بكل طاقتها يركزون على المعلومات لأنهم يدركون أن هذه هي أزمتهم الحقيقية: “أنهم يعملون في الظلام، ويخطئون دائمًا، وأي إصابة تحدث تأتي من باب الصدفة، ولا يعتمد جيش ولا دولة ولا سياسة على الصدفة”.
واختتم الصباح بأن كيان العدو الصهيوني يتعامل مع “بلد عاش الكفاح والمقاومة والصمود، ويدرك جيدًا أهمية دوره وموقعه ورسالته”.
ولفت إلى أن هذا الواقع هو الذي يدفعهم للجوء إلى أبواقهم الإعلامية التي “تركز على قوة وعظمة وإمكانيات المحتلين وقدراتهم، والتخفيف أو التقليل أو الإساءة حتى إلى إمكانياتنا كأمة، وجعل المحتلين هؤلاء صناع معجزات، وهو ما ثبت عكسه في غزة ولبنان واليمن”.
وانتقد الصباح بشكل خاص النظام المصري الذي “يستطيع أن يفتح بوابة رفع الحصار”، وكذلك “ضعف الموقف الرسمي الفلسطيني” ممثلًا بالسلطة الفلسطينية التي وصفها بأنها “جزء من هذه المؤامرة على شعبنا في غزة”.
وقال عن السلطة الفلسطينية بـأنها تمارس “التمييز ضد شعبنا في قطاع غزة على قاعدة تجويع غزة وتسمين الضفة”، مما يضعف موقف المقاومة ويُشكل عبئًا عليها.