الخبر وما وراء الخبر

ناشط سياسي: العدوّ الإسرائيلي لن يصمد طويلًا أمام الرد الإيراني المتصاعد

2

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
22 يونيو 2025مـ – 26 ذي الحجة 1446هـ

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي زكريا الشرعبي أن “الهجمات الإيرانية الأخيرة على عمق العدوّ الإسرائيلي أظهرت عجزًا كَبيرًا في أنظمة الدفاع الجوي التابعة له”.

وأكّـد الشرعبي خلال حديثه مع قناة “المسيرة” أن “الخطة التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف الجمهورية الإسلامية كانت تتضمن ثلاثة محاورَ رئيسية:- هي إعاقة نظام الدفاع الجوي الإيراني بشكل تام، والثاني استهداف مراكز القيادة والسيطرة العسكرية، بالإضافة إلى قصف المنشآت النووية؛ بهَدفِ إحداث تأثير استراتيجي كبير”.

وأوضح أن الكيان الصهيوني كان يراهن على تحقيق “تفوُّقٌ سريعٌ يمكّنه من فتح طريق مباشر نحو طهران، مُعتمدًا على الدعم الأمريكي ومنظومات دفاعية متعددة الطبقات، مثل القبة الحديدية و”حيتس”، بالإضافة إلى الأنظمة الدفاعية الأمريكية المتواجدة في المنطقة، إلا أنه فوجئ بوجود “حائط صد” إيراني فعال، تمثل في الردود الصاروخية المؤلمة والتي استهدفت مراكز استراتيجية في الكيان المؤقت”.

ولفت إلى أن إيران لم تكتفِ بالدفاع، بل “أعادت تفعيل قدراتها الصاروخية ومِنصات الإطلاق ونفذت عمليات رد مدروسة أعادت توازن الردع”، مؤكّـدًا أن هذه الضربات الإيرانية دمّـرت مراكز عسكرية حساسة وأربكت الحسابات الصهيونية.

وذكر أن الكيان الصهيوني يتحدث اليوم عن “اعتراضات فاشلة، ففي البداية تحدث عن 92 %، ثم تراجعت النسبة إلى 65 %، واليوم باتت بعض الصواريخ تصل دون أي اعتراض”، مُشيرًا إلى أن هذا “التراجُعَ يعكسُ انكشافًا واضِحًا للمنظومة الدفاعية”، مبينًا أن الحرب النفسية التي يخوضُها الإعلام الصهيوني – عبر المبالغة في قدرات سلاحه الجوي والدفاعي – تسقط أمام الواقع الميداني”، لافتًا إلى سقوط “نظريات الأمن الجماعي”، و”السماء النظيفة”، و”المجال الجوي المحصَّن” هو سقوط استراتيجي لا يمكن تجميلُه.

وبيَّنَ أن الطائراتِ المسيّرةَ الإيرانية تمكّنت من اختراق الأجواء التابعة للكيان الصهيوني للمرة الأولى منذ حرب 1973م؛ ما يشكِّلُ “تحولًا استراتيجيًّا غير مسبوق في توازن القوى بالمنطقة”، منوِّهًا إلى أن “المخزون الصاروخي للكيان سيتناقص من يوم إلى آخر إذَا ما طال أمدُ الحرب، وأن واشنطن ستواجه عجزًا في إسناد الصهاينة خلال الحرب”.

وقال: إن أمريكا لم تنتج سوى 1999 صاروخًا من طراز ‘ثاد’ خلال 12 عامًا، بينما كلفة الصاروخ الواحد تتجاوز 18 مليون دولار، ومع هذا، فالأداء لا يزال ضعيفًا أمام الطائرات والصواريخ منخفضة الكلفة.

وخَلُصَ الشرعبي إلى أن “الكيان الصهيوني الذي اضطر إلى إطلاق عدة صواريخ دفاعية مقابل كُـلّ صاروخ مهاجم، يعاني من أزمة استراتيجية خانقة، تجعلُه في حالة “نزول اضطراري عن الشجرة” التي صعد إليها”.