كيف أجهضت الصواريخ اليمنية آمال الكيان الإسرائيلي؟
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
2 يونيو 2025مـ – 6 ذي الحجة 1446هـ
تقريــر || محمد ناصر حتروش
تتزايد تداعيات العمليات العسكرية اليمنية على الكيان الإسرائيلي من نواحٍ اقتصادية واجتماعية ومعنوية وأمنية.
يؤدي فرض الحظر الجوي والبحري على الكيان إلى تفاقم الوضع الاقتصادي، حيثُ تعاني عدة قطاعات استثمارية من تدهور حاد في الإيرادات، وأبرزها الإغلاق التام لميناء إيلات الذي خرج تماماً عن العمل.
وحسب تقرير نشرته صحيفة “yomyom” الصهيونية في 14 يونيو من العام الماضي، فإن آخر سفينة رست في ميناء أم الرشراش “إيلات” محملة بسيارات جديدة من الشرق، كانت في نوفمبر 2023. ما يعكس أن الميناء يعاني من فراغ كامل منذ عام ونصف عام، ويشير التقرير إلى عجز التحالف الأمريكي -البريطاني والكيان الصهيوني عن وقف العمليات العسكرية اليمنية التي حولت ميناء أم الرشراش “إيلات” إلى مدينة أشباح.
وعلى الرغم من الدعم الواسع وغير المحدود من الغرب والعرب المطبعين للكيان الإسرائيلي، إلا أن آثار الحصار الجوي والبحري لا تزال قائمة، ويظهر تأثيرها من خلال تزايد الهجرة العكسية وارتفاع الأسعار وتراجع السياحة بشكل كبير خلال موسم الصيف.
ويشير الخبير العسكري العميد مجيب شمسان، إلى أن حوالي 47,000 شركة تكنولوجيا قد غادرت الكيان الإسرائيلي منذ بداية معركة طوفان الأقصى، موضحاً أن هذه الشركات تمثل جزءاً كبيراً من إيرادات الاحتلال.
وفي حديث خاص مع قناة “المسيرة”، يكشف العميد شمسان عن مغادرة مئات المستثمرين ورؤوس الأموال من فلسطين المحتلة، وذلك بشكل غير مسبوق في التاريخ.
وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية والغربية على المستثمرين للبقاء في المستوطنات الصهيونية، إلا أن حالة عدم الاستقرار تظل تعيق هذه الجهود.
ويؤدي توسيع العمليات العسكرية اليمنية في عمق الكيان الإسرائيلي إلى تفاقم أزمة هذا الكيان وتأكيد فشل نظريته حول الأمن المطلق.
ووفقًا لشمسان فإن الغطاء الناري على عدة مواقع يبعث برسالة مفادها أن اليمن قادر على زعزعة أمن الكيان وإسقاط نظرية الأمن المطلق في جميع الأراضي المحتلة في فلسطين، حيثُ لم تفلح أي من الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية، في توفير الحماية اللازمة للكيان.
في الوقت الذي تواصل فيه القوات اليمنية عملياتها العسكرية الداعمة لغزة، ينظر الكيان الإسرائيلي وحليفه الأمريكي إلى اليمن كخصم غير تقليدي يهدد بقاء الكيان ويقوض النفوذ الغربي في المنطقة.
ويؤكد شمسان أن امتلاك اليمن للتكنولوجيا العسكرية المتطورة قد عزز قدرته على تغيير المعادلات الإقليمية، مشيرًا إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة حول تنامي القدرات العسكرية اليمنية تعكس واقع اليمن كقوة ذات تأثير عالمي.
ويكشف عن نوايا أمريكية لإعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية، بالانتقال من البنية الثقيلة إلى البنية الذكية، حيثُ تعد هذه البنية الأقوى بحريًّا وأعظم جيش في العالم، موضحًا أن الأسباب وراء ذلك تعود إلى القدرات الذكية لليمن التي دفعت العدوّ إلى الانسحاب بعد أن كان يُعتَبر مخيفًا عالميًّا.
ويظهر الاستهداف المتكرر لمطار اللّد المعروف صهيونيًّا بمطار “بن غوريون”، نوايا القوات اليمنية في توسيع قرار الحظر الجوي على المطار، والتحول من حصار جزئي إلى حصار شامل.
وفقاً لما أشار إليه شمسان، حيثُ دعا شركات الطيران العالمية إلى أخذ تحذيرات القوات المسلحة اليمنية بجدية. كما يُنبه إلى أن القوات اليمنية ستقوم بخطوات تصعيدية أكثر تأثيراً ضد الكيان الإسرائيلي؛ بهدف الضغط عليه لإجباره على إنهاء العدوان على قطاع غزة.
في ضوء تصاعد العمليات العسكرية اليمنية وعدم قدرة الدفاعات الإسرائيلية على اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، تُواصل القوات اليمنية تطوير صناعاتها الحربية لاستيعاب التحديات الحالية. وقد صرّح مصدر مسؤول من وزارة الدفاع والتصنيع العسكري اليمنية ببعض ميزات الصواريخ التي تستهدف عمق الاحتلال الإسرائيلي، حيثُ أكّد أن هذه الصواريخ تحتوي على رؤوس متعددة الانشطار، مما يجعل من الصعب صدها.
وفي تعليقه على التصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع، أوضح العميد شمسان أن الاعلان عن وجود صواريخ برؤوس متعددة يُعزز دقتها في تحقيق الأهداف؛ نظراً لقدرتها الكبيرة على إضعاف تشكيلة الدفاعات الجوية المعادية وتفتيتها.
وبناءً على ما سبق، تظل العمليات العسكرية مستمرة في أعماق الكيان الصهيوني طالما استمر عدوانه على قطاع غزة، ولا يوجد أمام العدوّ الإسرائيلي من خيار سوى الاستجابة للمطالب الإنسانية المشروعة لليمن.