بقلم /جميل مسفر الحاج

مع استمرار الهزائم تلو الاخرى التي يعاني منها نظام ال سعود في اليمن، بموازاة الهزائم والصفعات التي تلقاها في ساحات اخرى، بدأت بعض وسائل الإعلام تشير الى اقتراب نهاية أيام العدوان على اليمن ، و تحدثت قبل أيام عن وجود اتفاق أميركي ـ سعودي أعطت واشنطن بموجبه الرياض مهلةً حتى منتصف الشهر الجاري ، وهو موعد بدء المحادثات .
وبعد الخسائر التي منيت بها الإمارات اعلنت سحب مقاتليها من اليمن معلنة استبدالهم بدفعة بديلة قيل أنها وصلت عدن ولكن دون أن يتم التأكد على الواقع من وصولهم رغم عدم انتهاء الحرب بعد أن كانت أعلنت أن هدفها تحريرمأرب وصولا إلى صنعاء العاصمة وهو مالم يتحقق , وبرغم استاجر دول العدوان مرتزقة من السودان وكولمبيا والسنغال ومريتانيا وغيرها من الدول التي قدمت الدعم لدول العدوان بشكل لوجستي واستخباراتي وخبراء .
ومعا الخسارة والهزيمة التي منيت بها دول العدوان وخصوصا السعودية فقد اظهرت المشاهد التي ينشهرها الاعلام الحربي لــ انصار الله يتضح للمتابع ان مملكة ال سعود لاتستطيع حماية ارضيها من مدفعية وصواريخ وتقدم الجيش واللجان الشعبية اليمنية في عمق الاراضي السعودية .
ويشيرالوقائع الميدانية تحبط بحسب المتابعين مساعي السعودية لتحقيق اي انجاز في الفترة التي فرضتها قبل جولة الحوار المقبلة وبالتالي فان الرياض وجدت نفسها امام واقع يحتم عليها الخروج من الوحول اليمنية مع حرصها على مواصلة العدوان، حيث تحاول الحد من خسائرها المباشرة ووقف الانهيار الذي يصيب قواتها داخل وخارج الحدود، لكنها تبقي على مشاريعها العدوانية في اليمن مع وضع مرتزقتها في الجبهة الامامية ليقاتلوا بالوكالة عنها خاصو وانهم باتوا يشكلون اخر امالها باكتساب اي ورقة ضغط تستفيد منها في مرحلة ما بعد العدوان.
ويري مراقبون ان غياب الإستراتيجية الواضحة في بدء الحرب على اليمن ، إنما يقابله غياب إستراتيجية للخروج من تلك الحرب ، يمكن أن تحفظ ماء وجهها، وما زاد الطين بلة، التكلفة الباهظة للحرب على المستويين المادي والمعنوي لتلك الحرب، وبالتالي ، لم يعد بمقدور واشنطن إعطاء الرياض المزيد من الوقت ، خاصةً بعد إدراكها أن القضاء على أنصار الله، أمر مستحيل، وبالتالي لا بد من إعادة ترتيب الأوراق، حتى قبل انتهاء المهلة التي أعطتها للرياض من أجل تحقيق إنجاز ميداني على الأرض ، وهو ما يفسر محاولة واشنطن محاورة أنصار الله عبر وسطاء ، وهم أعضاء المؤتمر الشعبي العام، ومن جهة ثانية تحاول الافادة من العدوان مع حليفها السعودي في محاولة لجعل تأثيرهم محدوداً في أي عملية سياسية مقبلة .
ويسيطر الفشل وحده دون سواه على أعمال التحالف العدواني على اليمن ، وكل المحاولات التي سعت الرياض إلى تقديمها للحليف الأمريكي لا يمكن أن تتحقق , ومن خلال اخفاقات دول العدوان وانحسار المرتزقة في مناطق محدودة في اليمن تحديد موعد بدء محادثات سياسية في جنيف يكون اليمن قد حقق الانتصار على التحالف العالمي.