الخبر وما وراء الخبر

الجيش واللجان الشعبية….منظومة عسكرية عقائدية وثقافية وهيكل عسكري وطني صلب تخشاه امريكا والكيان الصهيوني

124

الاسلحة مهما كانت متطورة ليست تهديد حقيقي، بل التهديد الحقيقي من يملك تلك الاسلحة مهما دنى تطورها، هذا لايختلف عليه اثنان في هذا العالم وان كانوا خصوم يتفقون على ذلك، لذلك عندما يطلق كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين والاستخباريين الامريكيين والصهاينة تصريحات صريحة وواضحة عن الخطر وماهيته ومن اين هو قادم فهذا يعني ان مراكز ومعاهد ومؤسسات الابحاث والدراسات العسكرية والاستراتيجية الامريكية والصهيونية رفعت تقارير تحذيرية غزيرة عن الخطر القادم ولاشك ان تصنيفات الخطر في اللغة العسكرية والاستراتيجية الغربية مختلفة وكثيرة.

تحدث قادة الكيان الصهيوني وقادة الجيش الامريكي عن اليمن ولازالوا كخطر قادم يهدد المنطقة، رغم توصيفها بالخطر وهي فعلا خطر على الكيان الصهيوني وليس على غيره هذا الكيان السرطاني لكن هو اعتراف حقيقي بالقوة اليمنية كقوة صاعدة لاتحتاج سوى زمن قصير لتحجز مكانها الاقليمي كصانعة قرار وتغيير وتحوّل.

فبعد سقوط النظام اليمني الرجعي المرتزق المتخلف الذي حوّل اليمن الى ارض بليدة وشعب غائب عن الحضارة والكرامة الانسانية نتيجة الوصاية السعودية والهيمنة الاستعمارية ثم سقوط نظام حزب الاصلاح الارهابي الذي حول اليمن الى مسلخ لقتل الجيش والشعب على يد الارهابيين، قبل سقوط انظمة الرجعيين المرتهنين والارهابيين المرتزقة، كان هناك ثقافة عسكرية سائدة روجوا لها وهي ان امريكا والغرب قوة عسكرية لاتقهر وباستطاعتها مسح اي بلد من الخارطة ومن الصعب مواجهتم لانهم يمتلكون اسلحة متطورة وفتاكة ويعلمون بكل مايجري ووالخ هذه الثقافة الانهزامية تفشت وجمّدت الروحية الجهادية و الوطنية الشجاعة بل واماتتها في مهدها فكانت الاثار السلبية الفتاكة جراء نشر هذه الثقافة العسكرية الاستسلامية التي روج لها هؤلاء الخونة والمرتزقة ان الشعب اليمني كرة الجيش ولم يثق ولم يكن له اي احترام او هيبة ووالخ وتحول في اذهان اليمنيين انه قوة عسكرية بيد ظالم ضد شعب لااقل ولا اكثر وهذه الاثار السلبية كانت تتحدث عن الحقيقة من جوانب كثير.

هذه الروحية الجهادية والوطنية كانت تحتاج الى ثقافة وعقيدة عسكرية تحييها وتنعشها وتحوّل اليمن من بلد ضعيف مستعبد ميت الى بلد قوي حيّ حرّ وهذا ماحدث وكانت البداية مفاجأة للمنطقة والعالم.

حيث تحول اليمن الى وحش عربي مسلم اعاد نفسه الى الحياة بذاته فخطف انظار العالم وارعب اعداءه بدون استثناء نتيجة ثورة حسمت كل شيء وانهت كل شيء وصنعت التغييرات الكبرى والتحولات الاستراتيجية التي قلبت المنطقة رأسا على عقب مما جعل مسألة شن العدوان على اليمن أمر لامفر منه بالنسبة للدول الاقليمية والغربية المعادية لليمن وعلى رأسهم امريكا والسعودية والكيان الصهيوني .

اصبحت المؤسسة العسكرية اليمنية “قوات الجيش واللجان الشعبية” بزمن قياسي قوة ضاربة بكافة افرعها العسكرية وهذا لم يحدث الا بجهود جبارة وخطط محكمة وبرامج متقنة وتضحيات جسيمة وعمل دؤوب مما جعل القوة البشرية واحدة من أهم الهياكل العسكرية قوّةً و تأثيراً على الأوضاع اليمنية والإقليمية.

تعد الثقافة العسكرية الحديثة التي رسخها سماحة قائد الثورة السيد القائد عبد الملك الحوثي ايده الله عنصراَ رئيسياَ من عناصر الحياة العسكرية اليمنية اليوم ، وهي في الوقت ذاته تشكل جزءاَ هاماَ من التراث العسكري والوطني، وتلعب دوراَ أساسياَ في تنشئة جيل الشباب اليمني وإعداده ثقافيا وعسكريا.

وللـ”الجيش واللجان الشعبية” ثقافة مميزة تتخطى مصطلح الثقافة المعروف بالنسيج الكلي من الأفكار والمعتقدات والعادات والاتجاهات والقيم والسلوك المُقلّدة والمُشكلّة من هنا وهناك ، حيث ينتمي مجاهدي الجيش واللجان الشعبية إلى ثقافة عسكرية عقائدية وطنية تستند إلى الإيمان المطلق بثوابتها وقيمها واخلاقها ومبادئها ، فهم اسود ثقافة عسكرية قرأنية ووطنية تاريخية، حيث ارتبط دخول “المقاتلين ” أية معركة براية الوطن وشعار هيهات منا الذلة و النصر او الشهادة وصور الشهداء ورموز الاباء والعزة والكرامة والاقدام ؛ بل وفي إصرار اسطوري يربطون كل منجز دفاعي بكل الشعب كل الشعب وهذا نابع من ثقافه وعقيدة صحيحة وراسخة تمثل الوطن والشعب.

ثقافة “الجيش واللجان” العسكرية هي ثقافة مضمون عسكري عملي وجداني ايماني معرفي سلوكي تتمحور حول كونها وحدات قتالية وتشكيلات عسكرية مرتبطة بقائد الثورة والشعب والوطن مماجعلها كيان عسكري كبير يمنح الدوله الهيبة والتأثير وصنع القرار القوّي والمؤثر وبزمن الحرب والحصار والمعاناة.

تنتشر في قطاعات “الجيش واللجان الشعبية ” اليوم الثقافة العسكرية اليمنية الخالصة، سواء في أنساق الهجوم بالراجمات الصاروخية، أو الهجوم بالموجات البشرية التي طوّروها في الحرب العدوانية وسبق ذلك في الحرب على الارهاب والانتصار عليه ؛ لوجود السيد القائد والقادة و المستشارين والضباط المخضرمين من مختلف الصنوف العسكرية والأمنية وقيادتهم الميدانية وسيطرتهم على حركة مقاتلي “الجيش واللجان”؛ تحقيقاً لانجاز المشروع الوطني والسيطرة على القرار في الوطن وصيانة كرامة الشعب وحريته وارادته ومكتسباته.

وقد غرس السيد القائد ثقافة عسكرية حرّة أن “الجيش واللجان الشعبية” قوة دفاعية تحمي الوطن والمواطن وهجومية تسحق الاعداء وتمزقهم تمزيقا، لم تعد الثقافة العسكرية حكرًا على العسكريين وإنما اقتحمت المجال على الآذان الشعبية أيضًا، فكم من مرة سمعت مصطلح الكاتيوشا أو قذائف الهاون أو طائرات F-16 ووالخ في شاشات التلفزة والشبكة العنكبوتيه؟. ومع اتساع دائرة الحروب في المنطقة والعالم أصبح لزامًا على الجميع الإلمام ببعض هذه المصطلحات ومدلولاتها، وكذلك معرفة كيفية عملها والأسس العلمية المبني عليها هذه الأسلحة و الفروق بينها ولأي منها الغلبة في حال المواجهة. ولكن يجب ملاحظة أن هذا الترجيح من الناحية التكنولوجية البحتة حيث أن الحسم في أرض المعركة لا يحدده فقط التسليح ولكن يحدد بعوامل كثيرة أهمها من بيده هذا السلاح و ثقافته وعقيدته العسكريه.

حيث وهذه العوامل توفرت لدى الجيش واللجان الشعبية دون غيرهم، مما جعل المؤسسة العسكرية اليمنية اليوم هي «الوحش العربي المسلم » الذي هوأخطر ما يهدد أمريكا اليوم بثقافه وعقيده وهيكل عسكري صلب.

ا.احمد عايض احمد

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com