الخبر وما وراء الخبر

قاصف 1 وأخواتها اليمنيات: البعض الكثير

762

بقلم / سمية رقة

قبل أيام من طي الصفحة الثانية من العدوان السعودي الأميركي على اليمن، وبدلًا من أن يخرج اليمينون ثكالى نتيجة حرب فتكت بالأخضر واليابس.
قاصف واحد وأخواتها من الطائرات اليمنية دون طيار( راصد ورقيب وهدهد-1 ) تدخل الخدمة.
دائرة التصنيع العسكرية اليمنية وبعد كشفها عن النماذج الأولية من الطائرات المسيّرة من دون طيّار، والتي تؤدي الأغراض القتالية والاستطلاعية وأعمال المسح والتقويم وأعمال الإنذار المبكر، أشارت إلى أن الطائرات الأربعة هي باكورة لبرنامج وطني حديث الإنشاء باتت تمتلكه دائرة التصنيع العسكري لأول مرة في تاريخها، مؤكدةً أنها تعمل على تطوير “برنامج طائرات بدون طيار ليغطي مسارات أبعد، وهنا لب الحكاية الذي يعيدنا إلى خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في بداية العدوان وبالتحديد بعد ثلاثة أشهر منه، عندما قال”نفسنا طويل وخياراتنا متعددة” حينها تساءل الجميع عن الممكن المستحيل المتوقع من شعب محاصر يحارب أكثر من عشر دول تملك أقوى الترسانات والمعدات؟؟ حتى أن البعض اعتبرها نوعًا من الحرب النفسية والإعلامية.
بعد عامين من العدوان ترجمت مقولة السيد عبد الملك فعلًا، والتي تمثلت بإنجازات واسعة في معارك الحدود وتدمير الفرقاطة السعودية في البحر الأحمر بآخر يوم من شهر يناير الماضي مرورًا بصاروخ بركان2 الذي طال العاصمة السعودية الرياض إلى إسقاط طائرة أردُنية تابعة للعدوان من طراز إف16 في نجران، وصولًا إلى إزاحة الستار عن الطائرات الأربع، أيْ بعد 15 يومًا من خطاب السيد عبدالملك الحوثي، الذي كشف عن انجازاتٍ في مجالات الصواريخ والدفاع الجوي وتصنيع الطائرات بدون طيار ستترك تأثيرها وفاعليتها في الواقع.
ويمثل الكشف عن هذا الانجاز في هذا التوقيت بالذات:
– تطورًا نوعيًا في الحرب كون الخطوة ستشكل عامل ردع قوي ورسالة شديدة اللهجة لتحالف العدوان الذي استنزف كل أوراقه في الميدان.
– مؤشرًا لإنجازات أخرى في مجال التصنيع العسكري وخاصة في منظومة الدفاع الجوي والتي يتوقع الخبراء الإعلان عنها قريبًا وهو ماسيغير من المعادلة في الحرب التي تشن على اليمن.
– جرعة إضافية سترفع منسوب الثقة بين الشعب من جهة والجيش واللجان من جهة أخرى الأمر الذي سينعكس إيجابًا على جبهات القتال.
– نسفًا لإدعاءات العدو حول تلقي اليمن الدعم الخارجي وتحديدًا إيران، فقد أثبت اليمنيون أنهم قادرون على الإنتاج والتصنيع.
وهنا لا بد من الإشارة بإيجاز إلى ما كشفته صحيفة فورين بوليسي بتأكيدها أن الحوثيين ليسوا حزب الله فهم لا يتلقون أي دعم إيراني.
– ورقة رابحة إضافية بيد اليمنيين تستخدم في أي مفاوضات مقبلة لن تكون كسابقاتها، كون من يملك المفاجآت هو الأقوى عسكريًا.
ورغم محاولة مرتزقة العدوان التقليل من أهمية الإنجاز والحديث عن أن الطائرات المعلنة ليست إلا لعبًا لا يتعدى سعرها الـ500 دولار، إلا أن صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أوردت تقريرًا مفصلًا حول الطائرات اليمنية، لافتةً إلى التطورات في مجال الصواريخ الباليستية والدفاعات البحرية التي زعمت أنها تهدد أمن الملاحة فضلًا عن أنها تشكل تحدياتٍ إضافيةً لتحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية.
وخلاصة القول ” الحاجة أم الاختراع ” والولاعة التي رفعها السيد عبد الملك ليست إلا للدلالة على مسيرة من التطور العسكري سيشهدها اليمن معروف بدايتها أما النهاية فلا يعلم بها إلا الله.