الخبر وما وراء الخبر

قناة الجزيرة و وكالة أعماق الداعشية

283

بقلم / إياد الجيزاني

لم يدر في خلدي أن يصل الانحطاط في وسائل إعلامنا العربية إلى هذا المستوى في التعاطي مع أحداث مهمة كما في عملية تحرير الموصل من أيدي الفرقة الضالة داعش.

إذ فوجئت وأنا أقلب في صفحة قناة الجزيرة على اليوتيوب بحثاً عن تقاريرها حول معركة الموصل أن أجد أن أخبارها تخلو من انتصارات الجيش العراقي بل أنها تتحدث عن مقاومة ما تسميه (تنظيم الدولة) وتتحدث عن تراجع للقوات العراقية في قاطع ما وعن عمليات لداعش خسر خلالها الجيش العراقي والفصائل الأولى معه موقعاً أو آليات أو جنوداً تبالغ في أعدادهم كي تصنع نصراً موهوماً في ذهن المتلقي.

لقد قامت هذه القناة و معها آلة إعلامية مصاحبة بتشويه الحقائق وبث ثقافة الكراهية واستعداء المختلف ونصبت نفسها مدافعا عن العروبة وعن قضايا الإسلام.

الإسلام الذي ساهمت هذه القناة وملحقاتها الإعلامية بتصويره على أنه ممثل بالسلفية الجهادية بكافة تشكيلاتها وعناوينها فتجدها مهتمة بشكل استثنائي بالملف الأفغاني ولديها علاقات مشبوهة مع قادة طالبان وبقية الفصائل الأفغانية ولا تكاد تخلو نشراتها من تقارير عن تلك الدولة التي عانت من الاحتلال والاقتتال.

في حين تجد أنها خصصت مساحة كبيرة للشأن العراقي وغطته سياسياً وأمنياً بنفس تحريضي وطائفي وكان حضور مراسليها مع من تسميهم المجاهدين في الفلوجة وغيرها من المناطق التي تأثرت بالوضع الأمني في حين كانت تطلق تسمية جيش المالكي على الجيش العراقي وتتعمد التوهين من انتصاراته.

ولعل أخير فصول الجزيرة هو تغطيتها لعمليات داعش وأنشطتها ليس ذلك فحسب بل أنها تتعمد الأخذ من وكالة أعماق التابعة لداعش حيث تستقي أخبارها منها وتنشرها على أنها حقائق ولك أن تتصور حجم التعمية على الحقائق وغسيل الدماغ التي يتعرض لها المشاهد لتلك القناة حيث يصبح المتلقي متلقياً بالتبع لوكالة أعماق وبالتالي فهو عملية تحريض وتجنيد مبطنة تقوم بها تلك القناة لصالح داعش.

بطبيعة الحال لا يمكن لنا أن نفصل سياسات تلك القناة عن سياسات مموليها وأقصد حكام قطر ولك أن تتابع ما يقوم حاكم قطر لتعرف سياسات تلك القناة.

قطر التي استضافت على أرضها مكتباً لطالبان تصوروا معي أن تفتح مكتباً لطالبان الإرهابية الوالغة في الدماء وقطر ذاتها التي وقفت بوجه ثورة الشعب المصري الشجاع ضد الإخوان وظلت تتابع عثرات وكلمات السيسي حتى انحطت إلى أسوأ ما يكون عليه حال الإعلام إذ تقوم بمتابعة خطابات الأخير و تقتطع منها أجزاء و تنشرها على أنها فضائح للسيسي في نشرات أخبارها.

تلك هي قناة الجزيرة وهذا غيظ من فيض ولك أن تتابع بعضاً من القيح الذي تنتجه لترى مدى الانحطاط والتسافل الذي مني به إعلامنا العربي وما فيصل القاسم عنك ببعيد.

* أياد الجيزاني ـ المسلة