الخبر وما وراء الخبر

الملك سلمان ورشوة بقاء العرش البخسة

349

بقلم / د حكم امهز

بعد أن كشف المغرد السعودي مجتهد عن “تبذير خرافي” للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وابنه محمد ولي ولي العهد ووزير الدفاع وأكثر من 4000 مرافق له في مدينة طنجة المغربية، يعود الملك من رحلة البذخ بمليارات الريالات الى بلاده، ليحسن صورته امام شعبه، عبر “المنّ” براتب شهر اضافي لــ”جنود الصف الامامي” على الجبهة اليمنية….

لماذا “المكرمة” السعودية؟
مجتهد عرض بالتفصيل لعمليات البذخ والترف الملكية في طنجة،  وفضح ارقام الرحلة الملكية ، وخلص الى انه مع احتساب كلفة اجازة الملك وحاشيته لمدة 75 يوما امضاها هناك، فان المبلغ يصل الى ما بين 4 و 5 مليار ريال اي بما يعادل 1.33 مليار دولار، او ميزانية رواتب 40 الف جندي سعودي لسنة كاملة بحسب مجتهد. (لمن يريد معرفة التفاصيل فهي منشورة على وسائل التواصل).

الأمر الملكي بصرف راتب شهر لم يكن لعموم الجنود والضباط على الجبهات، بل جاء مخصصا ” للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل من منسوبي وزارات الداخلية والدفاع والحرس الوطني” تقديرا منه لـ”جهودهم المخلصة”.  ويأتي الامر بعد  تقارير صحفية عالمية تتحدث عن فرار نحو 17 الف جندي وضابط من المعارك، وهذا ما يعتبره ال سعود نذير شؤم.
وبما اننا لا نعلم عدد من شملتهم “المكرمة”، فان عددهم بالتاكيد لان يتجاوز بضعة الالاف كونها خاصة وليست عامة.

وإذا ما احتسبنا راتب شهر لكل من المشمولين بها، فانه لن يساوي في التقديرات، شيئا امام ما بذره الملك من مليارات الريالات في المغرب.
وعلى ضوء ذلك تطرح اسئلة كثيرة .. لماذا لم تأت “المكرمة” قبل اليوم؟ ولماذا أتت بعد العودة من رحلة الترف والبذخ؟ وما هي أهدافها؟ وما هو ارتباطها بما يجري في أرض المعركة من تقهقر للجيش السعودي امام الجيش اليمني واللجان الشعبية الذي وصلوا الى مشارف نجران في العمق السعودي؟
الواضح أن الهدف الأول، هو محاولة التغطية وصرف نظر الإعلام عن فضائح ما جرى في طنجة ، لأن عودة الملك سلمان الى بلاده “سالما غانما” من المغرب،  ستفتح  شهية الاعلام العالمي (وليس السعودي المكتوم)، على نشر فضائح الرحلة.
الهدف الثاني، هو تحسين وتلميع صورة الملك الملطخة  بما جرى في حفلات طنجة الماجنة. فكيف يعقل ان يقتل ويجرح الجنود والضباط على الجبهات اليمنية، والملك وحاشيته،  يمرحون في المغرب، ويتركونهم فريسة لنيران اليمنيين.

الهدف الثالث والأهم، أن التقارير الصحفية العالمية تتحدث عن فرار الاف من الجنود والضباط من جبهات القتال، وهذا ما بات يقلق الحكام في السعودية، لذا فإن “رشوة ” الملك سلمان، ما هي الا ثمن مقابل أرواح الجنود على الجبهات لا أكثر، ولو كان  الملك صادقا في نيته وحبه لابناء شعبه الذين وصفهم يوما ما بــانهم  “الشعب السعودي الشقيق”، لما تركهم في اوقات الشدة ولاستشعر معهم المعاناة التي يعيشونها على الجبهات، حيث يحملون أرواحهم على اكفهم ، في وقت لا تغفو أعين اسرهم وهي تنتظر بين لحظة واخرى، ان تأتي اخبار المعارك، بانباء عن  قتل أو جرح أو أسر أبنائها،  اما الملك وحاشيته، فهم ايضا لا يغفون، ولكن ليس ارقا وخشية وخوفا، بل سهرا  في مرابع ومراتع الحفلات الصاخبة على وقع مشاركة بنات الهوى، اللاتي اتين من كل حدب وصوب من المغرب الى طنجة (بحسب مجتهد). فأي أم ستقايض حياة ابنها بــ”رشوة” الملك بعد كل هذا.

واللافت في موضوع ” الرشوة” أنها شبيهة بأهدافها إلى حد كبير، بمكافأة الملك  السعودي الراحل عبد الله ، فمع انطلاق “الخريف العربي” عام 2011، وخشية من يعصف بالسعودية، سارع الى “رشوة” الشعب بعشرات المليارات من الدولارات، تحت عنوان دعم رأس مال صندوق التنمية العقارية وإعفاء من أقساط وقروض سكنية وغيرها.

أي أن الملك عبد الله اشترى استمرارية حكم ال سعود بمبلغ كبير، لانه استشعر خطر زوال العرش، لانه يعلم ان الشعب يتحين الفرصة لذلك، ولو انه لم يبادر الى “الرشوة”، ربما لكان مُلك ال سعود الان في خبر كان، وإلا،  لماذا لما يبادر الملك الراحل الى هذه “الرشوة” قبل “الخريف العربي” ولماذا حبط عليه حب شعبه فجأة مع انطلاق ” الخريف”؟.

على كل استطاع الملك عبد الله أن يمنع انهيار عرش آل سعود، عبر إسكات شعبه ب”الرشوة ” الضخمة جدا، أما الملك الحالي سلمان، فهو استشعر أيضا الخطر الشديد الذي يحيق بعرش اسرته، لكنه للاسف، يدفع فيه ثمنا بخسا، دراهم معدودة. فـ”رشوته” اليوم لا تساوي شيئا الى جانب مثيلتها عند سلفه عبد الله، وبالتالي، على الأرجح، لن تؤثر رشوته، لا في الشعب ولا في الجنود، وربما ترد عليه سلبا، لانها ستثير حفيظة وغيظ الجيش كل الجيش، اذ ان غير المشمولين بها، سيسألون عن سبب حرمانهم منها طالما أنهم وامتداد أراضي المملكة، يعملون في خدمة الجبهات سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر، فلماذا التخصيص لعسكر الجبهات الأمامية؟

أيضا يطرح السؤال عن سبب الثمن البخس، هل هو لعجز الخزينة الذي تجاوز  الثلاثمئة مليار دولار – بحسب بعض التقارير-؟
السبب غير مقنع، لو كان هناك عجز في الخزينة، فلماذا لا يدفع ال سعود من جيوبهم المملؤة بمئات المليارت ، مما نهبوه من ثروات الشعب السعودي ونفطه ؟
وهل يعتقد ال سعود بمثل انه بهذه ” الرشوة” يمكن ان يضحكوا على الشعب السعودي؟ او هل يمكن ان يكون السعوديون بهذه الدرجة من  السذاجة التي يصدّقون معها، هذه الخدع الملكية المكشوفة؟

على كل فإن الملك السعودي الحالي لا يتعامل مع السعوديين، على اساس انهم شعبه، فهو وصفهم علنا بانهم “الشعب السعودي الشقيق”،  ووعدهم يتحقيق “الاسترخاء”، لكن على طريقه، حين وعدهم بالاسترخاء لكنه لفظها مرتين مقدما الخاء على الراء، وهو يعمل على تحقيق هذا “الاستخ..اء” بشكل جاد.

نقلا عن موقع قناة العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com