الخبر وما وراء الخبر

تحالف الأقزام يتطاول على أطفال اليمن..

168

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

قرأنا في قصص الحروب عن أخلاق المتحاربين فاحترمناها، ودرسنا أخلاقياتها في ديننا فالتزمناها، ولطالما نظرنا – في المقابل – بازدراء لكل الوضعاء الذين تخلوا عن تلك الأخلاقيات في كل تلك الأحداث التي حدثنا عنها التاريخ.. وبقدر الاجماع العالمي على مأساوية الكثير منها صرنا نحسب أن الإنسانية ستحاول النأي بنفسها عن ارتكاب مثيلاتها في عالم اليوم الذي لا يمل من ادعاء سعيه لاحترام حقوق الانسان وصون حق الحياة والنأي بالمدنيين عن الصراعات المسلحة.. ورغم أننا نطالع دوما أخبارا عن أحداث سيئة جدا خلال حروب واعتداءات تخلف أعدادا هائلة من الضحايا في غير منطقة من العالم، إلا أننا كيمنيين أرغمنا على معايشة صورة منها ربما تكون أكثر وحشية وظلما، حيث نواجه معتدين لم تسجل لهم – منذ ما يربو عن 500 يوم من عدوانهم علينا – أي حالة التزام بأخلاقيات الحروب أو بأي من المواثيق الدولية المتوافق عليها بين الشعوب والحكومات..

فاضافة إلى القتل الجماعي الذي يستهدفنا به – كشعب يتجاوز تعداد مواطنيه خمسة وعشرين مليون نسمة – عبر الحصار الخانق، فإن العدوان السعودي الأمريكي الاسرائيلي علينا لا يخجل من إجلاء حالة الضعة التي يعيشها قادته ومرتزقته.. فعندما يعجز عن مواجهة الرجال يحرك طائراته بحثا عن مدارسنا ليقتل الأطفال.. وعندما يهرب جنوده من الميدان تاركين جثث زملائهم وجرحاهم بلا وفاء يوجه طياريه الحربيبن إلى استهداف حفلات أعراسنا ليقتل تحديدا النساء..

استمرأ قتل أطفال اليمن بالعديد من المجازر حتى أشعر العالم أجمع أنهم – رغم طفولتهم وقلة حيلتهم – عمالقة يسهمون في اذلاله كما يفعل آباؤهم واخوانهم.. حقا هو يشعر العالم – باستمراره في استهدافهم – بأنه قزم صغير، فيما يبدون له كبارا من كبار من أكابر.. أبان حجمه الضئيل بشكل كبير لدرجة شجعت الأمم المتحدة لأن تدرجه ضمن “قتلة اﻷطفال” عالميا.. وما كاد يحاول التملص من هذه التهمة حتى عاد ليرتكب اليوم مجزرة جديدة بحق أطفالنا في مدرستهم بمنطقة جمعة آل فاضل بمحافظة صعدة موقعا شهداء وجرحى.. أرأيتم كم هو حجم ضعة هذا العدوان وقادته ومرتزقته؟

ومضة: لقد قتل العدوان خلال 500 يوم 2260 طفلا، وجرح 2030 آخرين، وما زال يقتل.. فهل يتوقع العالم من هؤلاء الأوغاد أن يرعووا وهم رعاة الكبائر..؟! فكيف لقلوبهم أن ترق وترحم وهي لا تأسى على طفل وتقتله بلا مشاعر.. وكيف للإنسانية أن تبقي انتسابهم إليها وهم دون الوحوش بلا ضمائر..؟!

أما لأطفالنا نقول: أرواحكم من بعدها ثأر تعهد أخذه كل ثائر.. فترقبوا أحباب رحماننا حينا ندير فيه على الباغي الدوائر..

ملاحظة: الاحصائية مأخوذة من تقرير عن جرائم العدوان خلال خمسمائة يوم أصدره المركز اليمني للحقوق والتنمية..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com