العميد شمسان: ما يجري في اليمن والقرن الإفريقي يكشف التخادم الصهيوني “الخليجي” للتآمر ضد شعبنا وأمتنا
ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||
31 ديسمبر 2025مـ –11 رجب 1447هـ
أكد الخبير العسكري العميد مجيب شمسان أن ما يجري اليوم في اليمن والمنطقة عمومًا، وفي القرن الأفريقي على وجه الخصوص، يكشف بوضوح حجم التخادم القائم بين أدوات إقليمية عربية وخليجية وبين المشروع الصهيوني، معتبرًا أن هذا التخادم لم يعد خافيًا، إذ بات مكشوفًا ومباشرًا، ويخدم مشروعًا يستهدف الأمة بأكملها.
وفي مداخلته على قناة المسيرة، أوضح العميد شمسان أن الاعتراف الصهيوني بما يسمى إقليم “أرض الصومال” يأتي ضمن المسار التاريخي لتمدد العدو في الجغرافيا العربية، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة وأدواتها الأوروبية والإقليمية، يعمل منذ عقود على إنشاء كيانات وظيفية تخدم مشروع التطبيع والتمدد، بدءًا من اتفاقية كامب ديفيد، مرورًا بإدخال دول وأنظمة عربية في مسار التسويات، وصولًا إلى مشاريع التفكيك والانفصال الحالية.
وبيّن أن البحر الأحمر ومضيق باب المندب يمثلان جوهر هذا المشروع، باعتبارهما من أهم المناطق الاستراتيجية التي تمنح من يسيطر عليها تأثيرًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا إقليميًا ودوليًا، مؤكدًا أن العدو الصهيوني ينظر إلى البحر باعتباره امتدادًا لأمنه القومي، ووسيلة لتعويض ضيق الجغرافيا التي يسيطر عليها داخل فلسطين المحتلة، ومنح نفسه عمقًا استراتيجيًا أكبر.
وأشار شمسان إلى أن الاحتلال الصهيوني، منذ احتلاله لقرية أم الرشراش، سعى إلى التمدد البحري، لأن السيطرة على البحر تعني مساحة نفوذ أوسع وقدرة أكبر على التأثير، معتبرًا أن ما يجري اليوم في أرض الصومال، وفي الجزر اليمنية، وفي السودان، يندرج ضمن هذا التصور الأمني الصهيوني القديم – المتجدد.
ونوّه إلى أن التخادم الإماراتي مع الكيان الصهيوني في القرن الأفريقي، بما في ذلك إنشاء قواعد عسكرية فعلية في الصومال، لا يمكن تفسيره باعتبارات اقتصادية أو تجارية، كما يُروّج، بل هو جزء من مشروع عسكري وأمني يخدم العدو، ويستهدف بالدرجة الأولى اليمن، بعد أن أثبتت القوات اليمنية قدرتها على تشكيل تهديد حقيقي للولايات المتحدة وبريطانيا، وإرباك أقوى القوى البحرية في العالم.
ولفت العميد شمسان إلى أن توقيت هذه التحركات جاء بعد إدراك الأمريكي والإسرائيلي أن القدرات اليمنية وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وفشل السعودي والإماراتي في تحقيق أهدافهما خلال سنوات العدوان، ما دفع واشنطن وكيان العدو إلى البحث عن بدائل استراتيجية، عبر التمركز في مناطق جديدة، وتطويق اليمن من البحر والقرن الأفريقي.
وأوضح أن ما يُقدَّم اليوم على أنه صراع مصالح أو ترتيبات إقليمية، ليس سوى ديكور سياسي وأمني مُعدّ مسبقًا، يخفي خلفه مشروعًا خطيرًا يستهدف الأمن القومي العربي، ويخدم حلم الكيان الصهيوني بما يسمى “إسرائيل الكبرى” و”الشرق الأوسط الجديد”.
وفي ختام مداخلته، أكد العميد مجيب شمسان أن الربط بين ما يجري في اليمن وما يحدث في القرن الأفريقي أمر حتمي، لأن العدو الصهيوني وحلفاءه الإقليميين يتحركون ضمن رؤية واحدة، هدفها تحييد مصادر التهديد، وفي مقدمتها اليمن، والسيطرة على الممرات البحرية الحيوية، مهما كان الثمن، وبغض النظر عن تداعيات ذلك على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
