من وحي خطاب السيد القائد.. الانتماء الإيماني وضرورة التحرك لمواجهة الطاغوت

2

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
29 ديسمبر 2025مـ – 9 رجب 1447هـ

تقريــر ||إبراهيم يحيى الديلمي

تضمن الخطاب الأخير للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بمناسبة عيد جمعة رجب، الكثير من المضامين والمفاهيم القرآنية المهمة التي أوجب الله تعالى على كل أفراد الأمة الإسلامية ضرورة التمسك بها والعمل على أساسها كونها كما يقول:(قدَّمت الصورة الحقيقية الأصيلة عن هذا الانتماء الإيماني، نرى كيف ينبغي أن نكون، وما يجب أن نسعى له، وكيف نبني كل واقعنا في مجتمعنا بكله على هذا الأساس، لنكون وفق هذا الامتداد الأصيل، ومتمسكين بهذه الهوية بشكلٍ راسخ: الهوية الإيمانية).

ومن هذه المفاهيم السامية ركز السيد القائد على معلمين مهمين منها وهما:

1- التحرر من العبودية للطاغوت، والارتباط التام بمنهج الله الحق في كل شؤون الحياة.

2- الجهاد في سبيل الله تعالى بمفهومه القرآني الصحيح والصادق.

ويعتبر السيد القائد في خطابه الأخير أن طاغوت العصر، يتمثل باليهود والصهيونية العالمية، وأمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا، وعملائهم، وأتباعهم، وأنَّه أخطر وأظلم وأجرم طاغوت في كل تاريخ البشرية، فيما عرفناه، وفيما سمعنا به، سواءً من خلال ما عرضه القرآن الكريم من تاريخ الأمم والأقوام، وما كانوا عليه من كفر، وإجرام، وطغيان، وصد عن سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وغير ذلك؛ لذا ولكي تحافظ الأمة الإسلامية كلها على هويتها الإيمانية وثباتها الراسخ في مواجهة عدو الأمة اليوم عليها أولاً أن تصرح بكفرها العلني والصادق بهذا الطاغوت.

و يقول سلام الله عليه: (هذا من أهمِّ المعالم البارزة، التي تعبِّر فعلاً لمن يلتزم بها عن الانتماء الصادق، الانتماء الأصيل على المستوى الإيماني، انتماء إيماني صادق وأصيل، هو: الكفر بالطاغوت، والارتباط بمنهج الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وتعاليمه في كل شؤون الحياة، هذا- فعلاً- يحقق للإنسان أن يكون مؤمناً صادقاً في انتمائه الإيماني، واتِّجاهه الإيماني، وأصيلاً في ذلك).

ويبين السيد القائد أن الكفر بالطاغوت سببه الحرب الرهيبة جدًّا على كل الأصعدة فهي حرب عسكرية، إعلامية، سياسية.. إلخ، مؤكداً أن هذه الحرب قد تتخذ شكلاً ناعماً، شيطانياً، مفسداً، مضلّاً، وتحاول أن تتَّجه بالإنسان المسلم اتِّجاهاً مغايراً لانتمائه؛ فيتحوَّل انتماؤه إلى انتماء شكلي، عبارة عن اسم؛ أمَّا التبعية على مستوى المواقف، التَّوجُّهات في كل شؤون الحياة، فيخضع لتعليمات المضلين والطاغوت، وهذا شيءٌ خطيرٌ جدًّا على الإنسان.

ويؤكد -يحفظه الله- على أن القرآن الكريم فيه تأكيد على هذه الحقيقة، في ترسيخ الانتماء الإيماني، الذي يجعل الإنسان متجهاً في مختلف شؤون حياته على أساس هدى الله، وتعليمات الله، وكتاب الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ مذكراً بقول الله تعالى:{وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[الحديد:8-9].

ويوضح أن الإيمان الصادق يجب أن يكون مبنياً على العديد من الأسس منها، الثقة بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وتعبيد النفس له والطاعة المطلقة له جل وعلا، وذلك باتِّباعٍ لتعاليمه وتوجيهاته، والتحرُّكٍ على أساسها هذه المعطيات في مختلف شؤون الحياة.

وفيما يخص الجهاد في سبيل الله تعالى، بمفهومه القرآني الصحيح والصادق، يؤكد السيد القائد -رضوان الله عليه- أن الجهاد فريضة حث عليها القرآن الكريم، وأوجب الله أداءها على كل مسلم ومسلمة في مواجهة كل طاغوت وكفر وذلك انطلاقاً من الارتباط الإيماني الصادق بالله وبكتابه وبدينه.

ولمعرفة ماهية فريضة الجهاد الصحيحة يجب علينا العودة إلى المفهوم القرآني الذي بيَّن لنا بشكل واضح، هذه الماهية التي نجدها اليوم بشكل مغاير تماماً عما ورد في القرآن الكريم، بشكل يخدم العدو وليس الأمة الإسلامية، خاصة إذا ما علمنا أن العدو بأساليبه القذرة قد تمكن من خلالها وبخبث، من توظيف هذه الفريضة المقدسة لخدمته حيث أسبغ عليها شكلاً هو في ظاهره شكل الحق ولكنه في باطنه يتخذ شكل الباطل، وتعود مهمة التفريق بين الشكلين إلى وعي الإنسان المؤمن الذي سيهديه إيمانه إلى الصواب وسيكشف له مواقع تمركز فئة النفاق، وهو ما أوضحه لنا السيد القائد -سلام الله عليه- بقوله: (الجهاد بالمفهوم القرآني، وليس بالشكليات المحرَّفة، التي تحمل العنوان، ولكنها تتحرَّك في خدمة أعداء الإسلام والمسلمين).

فالجهاد هو أيضاً وسيلة لحماية الأُمَّة، لحماية المستضعفين، لحماية الناس من قوى الشر، من قوى الإجرام، قوى الإضلال والطاغوت والاستكبار، القوى المفسدة في الأرض.

ولهذا ندرك أهمية الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، كمعيار للانتماء الإيماني الصادق،كما قال الله:{أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[الحجرات:15]،{أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[الحجرات:15]، وأيضاً ندرك الحاجة إلى ترسيخ الانتماء الإيماني بمفهومه الصحيح، للحماية في هذا العصر من أسوأ، وأطغى، وأظلم، وأجرم طاغوت في كل تاريخ البشرية وإلى هذا الزمن.

ويشدد على أن الانتماء الصحيح لعنوان الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والنموذج الصحيح هو الذي يتحرَّك وفق تعاليم الله، وفق المبادئ الهادية في القرآن الكريم، والتعليمات الإلهية في القرآن الكريم، من أجل الله، في إطار القضايا الحق، ويجسِّد في القيم والأخلاق تلك التعليمات، سواءً في التعامل مع الأعداء، أو التعامل مع جملة الناس.

ومن هنا ندرك لماذا تقوم قوى الطاغوت والنفاق بالإساءة المستمرة إلى القرآن الكريم وإلى بقية رموزنا الدينية المقدسة، فهي تهدف بكل تلك الإساءات إلى تشويه الارتباط الإيماني للأمة ومحو كل المفاهيم القرآنية السليمة واستبدالها بمفاهيم شيطانية ناهيك عن استغلال عنوان الجهاد لما يخدم مصالحها هي.

وفي هذا الصدد يؤكد السيد القائد أن الانتماء الصحيح لعنوان الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والنموذج الصحيح هو الذي يتحرَّك وفق تعاليم الله، وفق المبادئ الهادية في القرآن الكريم، والتعليمات الإلهية في القرآن الكريم، من أجل الله، في إطار القضايا الحق، ويجسِّد في القيم والأخلاق تلك التعليمات، سواءً في التعامل مع الأعداء، أو التعامل مع جملة الناس.

ويوضح أن الماهية الحقيقية للجهاد تتمثل في بذل الجهد في كل المجالات لإقامة دين الله، وإرساء دعائم الحق، والتصدي للطاغوت، للطغيان، للشر، للإجرام، لقوى الشر الظالمة، المفسدة، المستكبرة، المعتدية، التي تسعى لاستعباد الناس، وتسعى لظلمهم واستغلالهم، وتمارس الطغيان في الأرض، لأنها كما يقول: مصدر شر، وهي تصدّ عن سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وهي تسعى إلى الهيمنة والسيطرة المباشرة بظلمها، تمارس الإفساد في الأرض، تمارس الطغيان، تمارس الاستعباد للناس من دون الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.