قتلى وجرحى في اعتداءات “سلطات الجولاني” على المتظاهرين وسط تواطؤ مكشوف مع الخطر الصهيوني

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
28 ديسمبر 2025مـ – 8 رجب 1447هـ

تواصل سلطات الجولاني ارتكاب اعتداءات جسيمة بحق أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، في سياق مسار دموي متصاعد تُغلّفه بذرائع “ملاحقة فلول النظام”، بينما تكشف الوقائع الميدانية أن ما يجري هو استهداف مباشر لمدنيين واحتجاجات سلمية، وقمع ممنهج يفتح الباب على مخاطر انفجار داخلي واسع.

وخلال الساعات الماضية، سقط قتلى وجرحى من أبناء الطائفة العلوية جرّاء اعتداءات نارية مباشرة نفذتها جماعات تابعة لسلطات الجولاني، استهدفت احتجاجات سلمية خرجت تنديداً بسلسلة الجرائم المتواصلة بحقهم، والتي كان آخرها تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

ووفق مصادر إعلامية، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأُصيب آخرون نتيجة إطلاق النار، فيما أقر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الضحايا كانوا من المشاركين في الاحتجاجات.

وفي الوقت الذي حاولت فيه السلطة تبرير الاعتداءات بالحديث عن “احتواء الموقف”، أكد المرصد أن مدرعات وآليات عسكرية اندفعت نحو نقاط تجمع المتظاهرين وهاجمتهم بالرصاص الحي ووسائل قمع مختلفة، في مشهد ينقض رواية “الاحتواء” ويثبت الطابع القمعي للاعتداءات.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر خاصة للمسيرة بإصابة عدد من المدنيين في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية ووسط مدينة جبلة، وهي مناطق أشار المرصد إلى أنها شهدت انتشاراً عسكرياً كثيفاً بالمدرعات والآليات، بما يعكس قراراً مسبقاً باستخدام القوة ضد المحتجين.

كما تحدثت مصادر عن محاولات تضليل متعمدة عبر افتعال اشتباكات وفتح نيران كثيفة بمختلف الأعيرة، بزعم ملاحقة “خلايا مسلحة”، في مسعى واضح لاختلاق ذرائع تبرر قتل المتظاهرين وقمعهم، وتحويل الضحية إلى متهم.

وكانت بلدات وأحياء في اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة قد شهدت احتجاجات شعبية واسعة لأبناء الطائفة العلوية، استجابة لدعوة رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الشيخ غزال غزال، على خلفية الانتهاكات المتراكمة بحق العلويين، وفي مقدمتها تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حمص.

وأكد المرصد السوري أن تلك الاحتجاجات اتسمت بالسلمية، إلا أنها قوبلت بانتشار عسكري كثيف واستخدام جماعات مسلحة تُسمّيها سلطات الجولاني “قوات السلم الأهلي” للاعتداء على المحتجين، في مسار ينذر بإشعال صراع طائفي جديد.

وتأتي هذه الجرائم ضمن سلسلة أوسع من الاعتداءات التي تطال الأقليات في الداخل السوري، على رأسهم العلويون، وتتقاطع مع اشتباكات دامية شهدتها حلب الأسبوع الماضي بين “قسد” وجماعات الجولاني، بما يعكس توجهاً لإعادة إنتاج الصراعات الداخلية وتغذية الانقسام المجتمعي.

وفي موازاة ذلك، يواصل العدو الصهيوني توغلاته من الجهة الجنوبية لسوريا، بالتزامن مع تعزيزات أمريكية من الجهة الشرقية الشمالية، فيما تغض سلطات الجولاني الطرف عن الانتهاكات اليومية للاحتلال، التي كان آخرها اختطاف خمسة سوريين من ريف القنيطرة، ثم اختطاف راعٍ من قرية صيدا بعد اعتداءات طالت رعاة المواشي في المنطقة نفسها، إضافة إلى استهداف تل الأحمر الشرقي بالأسلحة الرشاشة عقب توغلات مكثفة في القرى المحيطة.

إن انشغال سلطات الجولاني بقمع الداخل، وترك الساحة مفتوحة أمام العدو الصهيوني وراعيه الأمريكي، يؤكد تواطؤاً مباشراً في تثبيت النفوذ الإسرائيلي على الأراضي السورية، ضمن مشروع أوسع تديره واشنطن وكيانها، ويكشف أن ما يجري مسارٌ سياسي وأمني يهدد وحدة سوريا وأمنها ومستقبلها، ويجعلها بوابة لتمرير مشروع استعماري أوسع لصالح العدو، والذي يجاهر به باستمرار.