حزب الله: السيادة أو المواجهة.. “أركبوا أقصى خيلكم فلن نستسلم”

1

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
27 ديسمبر 2025مـ – 7 رجب 1447هـ

تقريــر || عبدالقوي السباعي

في ذروة الاستهداف الدولي والإقليمي لثبات الموقف المقاوم، جاء خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ليرسم خطًا أحمرًا عريضًا أمام محاولات الوصاية الأمريكية والإجرام الصهيوني، معلنًا بوضوح أن حزب الله والمقاومة التي حرّرت كل لبنان، بالتعاون مع الجيش والشعب، ستبقى الرهان الوحيد لحماية لبنان من السقوط والاندثار.

وفي رسالة واضحة أبرقها الشيخ قاسم، اليوم الأحد، لكل الأعداء والمتربصين: “اركبوا أقصى خيلكم، واستخدموا وحشيّتكم وإجرامكم؛ فلن نتراجع ولن نستسلم”، مؤكّدًا أن حزب الله لم يهادن؛ بل واجّه العدوان المفتوح برًّا وبحرًّا وجوًّا، مطالبًا بوقفه الكامل، والانسحاب الشامل، وإطلاق الأسرى، وبدء إعمار الجنوب، مشدّدًا على أنّ لغة التهديد لا تُخيف مقاومة تعرف طريقها، وأنّ الوحشية والإجرام الصهيوني لن تنتزع قرار الصمود أو تُسقط إرادة الدفاع.

خطابٌ أعلن بوضوح أنّ حزب الله والمقاومة الإسلامية لم يحرّروا الجنوب فحسب؛ بل حرّروا لبنان بأكمله، بالتكامل مع المقاومة، وباحتضان الشعب، وبدعم الجيش اللبناني، في معادلةٍ صنعت الدولة وحمتها، لا العكس، وهي معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” التي رسّخت أداءً سياسيًا ونيابيًا وحكوميًا مشهودًا له بـ “نظافة الكف” في زمن الفساد المحمي أمريكيًّا.

ومن قلب هذا التحدي، سمّى الأشياء بأسمائها: لبنان اليوم في عين “الاستهداف الأمريكي – الإسرائيلي”، حيث “رعَت واشنطن الفساد، وحمت رموزه، وخنقت الاقتصاد منذ 2019م، وسعت إلى فرض الوصاية، حتى باتت تتحكم بمفاصل أساسية في الدولة”.

وفي تشخيصٍ سياسي حاسم، أوضح الشيخ قاسم أنّ العدوان لم يتوقف رغم اتفاق 2024م، وأنّ البلاد تقف أمام خيارين لا ثالث لهما: “إمّا الخضوع للوصاية الكاملة، وإمّا النهوض الوطني لاستعادة السيادة وبناء الدولة”.

هُنا تتضح وظيفة الحملات على سلاح المقاومة، إذ أنّ “نزع السلاح” و”حصرية السلاح” ليس مطلبًا سياديًا كما يُسوَّق، وإنّما “مشروع أمريكي–إسرائيلي” يستهدف إنهاء القدرة العسكرية للبنان، وضرب شريحة وازنة من اللبنانيين، وزرع الفتنة، خصوصًا مع “حركة أمل”، وترك الاحتلال جاثمًا في “النقاط الخمس” ليستبيح الأرض والسيادة ويمارس القتل والدمار بلا رادع.

خطابٌ وضع حدًّا لأيّ ابتزاز؛ إذ “لم يعد مطلوبًا من لبنان أيّ إجراء قبل التزام العدو” بما عليه، موجّهًا صرخة مدوية للمجتمع الدولي والداخل الممالئ: “لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن”؛ فلبنان ليس شرطيًا لدى «إسرائيل»، وإنّما صاحب الأرض يطالب بالعدالة، وأنّ منهجية المرحلة القادمة واضحة، “الدفاع والصمود وتحقيق الأهداف ولو بعد حين”، مثبّتًا معادلة الوحدة مع حركة أمل، وحق الدفاع المشروع، والمشاركة الفاعلة في بناء الدولة كنموذجٍ وطنيّ جامع.

الشيخ قاسم أعاد التذكير بتجربة 42 عامًا من تعطيل مشاريع العدو، مؤكّدًا أنّ الدولة نجحت في لبنان بوجود المقاومة، وأخفقت في سوريا بغيابها، ورغم مرور أكثر من عام على الاتفاق، قدّم لبنان التزامات وتنازلات، وأضافت الحكومة تنازلات مجانية؛ فيما واصل العدو الصهيوني خروقاته بلا التزامٍ واحد.

ومن هُنا جاء استغرابه ممّن يتجاهلون ما على كيان العدوّ من واجبات، ويُمعنون في تحميل لبنان والمقاومة مطالب إضافية، رغم التزام الدولة والجيش والمقاومة، مقابل توغلات أمنية واختطافات، كان آخرها “حادثة الضابط أحمد شكر في زحلة”، في مشهدٍ يُراد فيه للجيش اللبناني أن يكون أداة بطش؛ بينما أزعج العدو مشهد التعاون الطبيعي بين الجيش والمقاومة.

وختم الأمين العام لحزب الله خطابه بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية محذرًا: “إذا سقط الجنوب سقط لبنان، وكل اللبنانيين معنيون بالدفاع عنه وبوحدة الكلمة”، العبء ليس على جهةٍ واحدة، ومن لا يدافع ولا يتصدّى ولا يعمل للوحدة هو من يجب أن يُسأل؛ فلبنان “مركب واحد، ومن يظنّ أنّه يرمي الآخرين في البحر لينجو وحده واهم”؛ فالسبّاحون لا يغرقون، “وإذا لم ينجُ حماة المركب؛ فلن ينجو أحد”.

وفيما حزب الله يرسم اليوم بوصلة التحرك؛ مخيرًا اللبنانيين “بين النهوض الوطني لاستعادة السيادة أو السقوط في فخ الوصاية الكاملة”؛ يعلن اطمئنانه: “الله والحق والشعب في صف المقاومة، ومن كان مع الله لا يُبالي أوقع على الموت؛ أم وقع الموت عليه”؛ فالحق دائمًا هو المنتصر.