العليي: السعودية قادرة على إنهاء الفوضى في حضرموت باتصال هاتفي واحد مع الإمارات لو كانت جاده
ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||
28 ديسمبر 2025مـ –8 رجب 1447هـ
أكد وزير السياحة السابق أحمد العليي أن ما تشهده محافظة حضرموت، ومعها المحافظات الشرقية المحتلة، من تطورات أمنية وتحشيد عسكري متبادل، يأتي في سياق مخطط عدواني متكامل تنفذه دول تحالف العدوان على اليمن منذ أكثر من عشر سنوات، بهدف جرّ هذه المحافظات الآمنة إلى مربع الاقتتال الداخلي والفوضى الشاملة.
وأوضح العليي في حديثه لقناة المسيرة، صباح اليوم الأحد، أن الضربات الجوية السعودية التحذيرية التي استهدفت مواقع ميليشيا النخبة الحضرمية التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي، وما سبقها ولحقها من تحركات عسكرية واستقدام تعزيزات من مختلف الأطراف، تعكس مرحلة جديدة من التصعيد المنظم، تمهيداً لجولة صراع قادمة تُراد لحضرموت والمهرة على وجه الخصوص.
وأشار إلى أن إدخال حضرموت والمهرة في هذا المشهد الدموي هو جزء من مشروع إقليمي أوسع، تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا والعدو الصهيوني، وتسعى السعودية والإمارات لتنفيذه ميدانياً، في إطار مخططات تفتيت المنطقة وتمزيق دولها من الداخل، تحت عناوين مضللة وشعارات زائفة.
وبيّن الوزير السابق، أن حضرموت والمهرة كانتا، منذ بداية العدوان، خارج دائرة المواجهات المسلحة، وتميزتا بنسيج اجتماعي متماسك وحالة من السلم الأهلي، إلا أن تحالف العدوان والاحتلال عمل بشكل ممنهج على زجّ المحافظتين في أتون الصراع، عبر إنشاء وتمويل ميليشيا متعددة الولاءات، بهدف خلق حالة من الاقتتال والكراهية والتمزق المجتمعي.
وأفاد أن ما يسمى بـ”الشرعية” لم يعد لها وجود فعلي على الأرض، مشدداً على أن الواقع القائم هو انتشار ميليشيا غير منضبطة، كل منها يتبع دولة من دول العدوان، وتمارس أعمال تقطيع ونهب واعتداءات وانتهاكات بحق المواطنين، في ظل غياب كامل لأي سلطة حقيقية أو مسؤولية قانونية.
وفيما يتعلق بالتصريحات السعودية الداعية إلى خفض التصعيد وإخراج ميليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، اعتبر العليي أن هذه التصريحات تفتقر إلى المصداقية، مؤكداً أن السعودية، بصفتها قائدة تحالف العدوان، قادرة على إنهاء هذه الفوضى باتصال هاتفي واحد مع الإمارات، لو كانت جادة فعلاً في وقف التصعيد.
وشدد على أن عدم اتخاذ أي خطوات عملية لوقف التحركات العسكرية يثبت وجود تكامل أدوار واضح بين الرياض وأبوظبي، لا اختلاف أجندات كما يُروّج إعلامياً، موضحاً أن السعودية تسعى لفرض نفوذها المباشر على حضرموت والمهرة، فيما تعمل الإمارات على تثبيت ميليشياتها وأدواتها المسلحة في المحافظات الجنوبية.
ولفت الوزير السابق إلى أن هذا الصراع لا يخدم أبناء حضرموت والمهرة، بل يستهدفهما بشكل مباشر، محذراً من أن تحويل هذه المحافظات إلى ساحات اقتتال سيؤدي إلى انهيار ما تبقى من أمن واستقرار، ويفتح الباب أمام مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، ويقضي على السلم الاجتماعي الذي تميزت به المنطقة لعقود.
وأشار إلى وقائع خطيرة شهدتها حضرموت خلال الفترة الماضية، من قتل وسحل وإحراق مخيمات واستهداف مباشر للمواطنين، معتبراً أن هذه الأحداث تأتي في إطار سياسة ممنهجة لخلق حالة من الرعب والفوضى، ودفع المجتمع المحلي نحو الانقسام والصدام.
وحذّر العليي من أن الساعات والأيام القادمة قد تحمل تطورات أكثر خطورة، في ظل استمرار التحشيد العسكري واستقدام المزيد من القوات، مؤكداً أن ما يجري اليوم هو محاولة واضحة لتحويل حضرموت من محافظة مسالمة وآمنة إلى بؤرة صراع تخدم أجندات العدوان السعودي الإماراتي برعاية أمريكية وصهيونية.
وبين أن أبناء حضرموت والمهرة مدعوون اليوم إلى الوعي بحقيقة هذا المخطط، ورفض الانجرار خلف مشاريع الفوضى والاقتتال، مؤكداً أن الحفاظ على النسيج الاجتماعي ووحدة الصف هو السد المنيع في مواجهة مخططات التفتيت والاحتلال.
