يُهمش القرآن ويُحتفى بالتفاهة

2

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
21 ديسمبر 2025مـ – 1 رجب 1447هـ

بقلم// زينب زيد أبومنصر

يعيش الواقع العربي اليوم حالة انشغالٍ واسع بمجالات مفرغة استطاع العدو إلهاهم بها ، حيث تُدار المواسم الترفيهية ، وتُصنع الترندات ، وتضخ الأموال لإلهاء الوعي ، بل غدت وسيلة لهم لكسب المال ، فيما يُقصى القرآن الكريم عن مركز الحياة ويُدفع إلى الهامش ، فلم يعد الدين عند الكثيرين مشروع حياة ولا معيار موقف ، بل طقساً شكلياً يُستدعى عند الحاجة ثم يُنسى ، جزء صغير من فتات حياتهم .

وفي الوقت الذي تُنتهك فيه قدسية القرآن ، يسود صمتٌ مريب ممن يدعون بمسلمين ، يتجاهلون الإساءة إلى أعظم مقدسات الأمة ، وينشغلون بالرخص والدناءة التي لم تكن يوماً من قيمهم أو عروبتهم فاختل الميزان ، وغابت البوصلة ، وحين نُسي القرآن هانت الأمة وسقطت هيبتها بين الأمم ، لا لفقرٍ في المال بل لفقرٍ في الوعي والانتماء.

ورغم هذا المشهد ما زالت قلّة من الأحرار ترى في الدين قضية وجود لا شعاراً وفي المقدسات خطاً لا يُساوَم عليه ، وفي مقدمتهم اليمنيون الذين حملوا همّ القرآن موقفاً لا موسماً والتزاماً لا خطاباً ، فما هذه الإساءات المتكررة من الغربِ الكافر للقرآن المكرم إلا وسيلةً منهم للصعود لسلم الحكم بل ويتعمدون الاستهانة لعقيدة ملايين المسلمين في حرباً شعواء منهم ضد هذا الدين لا هوادة فيها ، فيما العرب يَدينون ما يتعرضون له ؛ كما أدان الأزهر التعرض لليهود وينسى الادناءة لمقدساته ، فالقضية اليوم ليست في كثرة المسلمين بل في صدقهم ولا في ارتفاع الأصوات بل في شرف الموقف.