ترتيبات للتصعيد من تحت الطاولة: السعودية تعيد تدوير المليشيا في المحافظات المحتلة

2

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
21 ديسمبر 2025مـ – 1 رجب 1447هـ

تقريــر ||ماجد جدبان

يحرك الاحتلال الإماراتي السعودية الخونة والمرتزقة اليمنيين كقطع الشطرنج، وينقلهم من مكان إلى آخر، ضمن مخطط تقسيم وتشرذم اليمن.

وتعمل الرياض على إعادة تشكيل الميليشيات المتناحرة وفق أسس مناطقية ضيقة، مع إدارة صراعات محسوبة السقف، تارةً بالتحريض الإعلامي على أحد الفصائل، وتارةً أخرى بمحاولة غسل صورته أو فصله شكليًا عن الارتباط المباشر بالرياض، غير أن صنعاء التي تتابع المشهد بصمت تعرف خفايا اللعبة جيداً، وتؤمن بأن ما يحدث في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعودي هي استمرار للعدوان على اليمن الذي بدأ في 26 مارس 2015م، كما يؤكد ذلك عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء الدكتور عبد العزيز بن حبتور في مقابلة له نشرت الجمعة على قناة “المسيرة”.

ما يحدث هو عملية إزاحة لمليشيا الإصلاح من المشهد، واستبدالهم بفصائل مسلحة أكثر تطرفاً في الولاء للإمارات وكيان العدو الصهيوني، فالأمريكي والعدو الإسرائيلي يريد جماعات ودول في قادم الأيام تسارع نحو التطبيع، والانبطاح في الحضن الصهيوني، وهو ما يسعى إليه ما يسمى “المجلس الانتقالي” ويريد الانفصال على حساب القضية الفلسطينية.

وتشير التحركات إلى أن هؤلاء الخونة الذين يطالبون بالانفصال يرتبطون بعلاقات ودية مع كيان العدو الإسرائيلي، وبعلاقات أخرى مع الجماعات التكفيرية، وقد ظهر هذا التناغم من خلال التصريحات والزيارات، فالخائن عيدروس الزبيدي قد قالها بصراحة إنه لا يمانع في التطبيع مع الكيان، في حين أن مسؤولين في الانتقالي قد نفذوا زيارات إلى مركز الجماعات السلفية التكفيرية في سيئون الذي يترأسه يحيى الحجوري، وتم الاتفاق على الانخراط في معركة واحدة ضد صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، ما يعني أن المخطط الجديد القديم على “أنصار الله” واليمن ككل، ينخرط فيه الأمريكي والصهيوني وكل الأدوات، بما فيهم العناصر التكفيرية.

وقبل أيام، وصل أحد قادة الجماعات التكفيرية، وهو مصري الجنسية إلى مأرب، بعد تغييب طويل في الرياض، ليستقر إلى جانب الخائن سلطان العرادة، في وقت له الكثير من الدلالات، ولا سيما أنه جاء بالتزامن مع أحداث حضرموت.

وبموازاة كل هذه التطورات، تحرص مليشيا الانتقالي على تضخيم حالة العداء مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودول المحور، في تناغم مع الخطاب الإعلامي الصهيوني الإماراتي السعودي، فكل من يتابع هذه القنوات التلفزيونية يدرك أن تدار من مطبخ واحد، وتخدم أهدافاً وتوجهات واحدة لصالح الكيان الصهيوني.

في المجمل، فإن ما تشهده المناطق المحتلة من إعادة تدوير للميليشيات وصراعات مُدارة، يكشف بوضوح فشل العدوان الإماراتي السعودي في فرض الاستقرار، ويؤكد أن كل هذه التحركات ليست سوى محاولات يائسة للهروب من استحقاقات الهزيمة.

وفي المقابل، تبقى صنعاء ثابتة على قاعدتها الراسخة، بالمضي في مواجهة العدوان ومشاريعه التخريبية، غير مترددة في ضرب أكابر المجرمين وأدوات المشروع الصهيوني في المنطقة، مجددة العهد: (وإن عدتم عدنا وعاد الله معنا).