باحث دولي: لا بديل عن حركة حماس في قطاع غزة والأمريكي يفشل في فرض وقائع أمنية جديدة

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
14 ديسمبر 2025مـ – 23 جماد الثاني 1447هـ

أكد الباحث في العلاقات الدولية الدكتور طارق فخري أن طلب واشنطن لأكثر من سبعين دولة لتشكيل ما يسمى “قوة الاستقرار الدولية” في قطاع غزة يعكس فشلاً أمريكياً واضحاً في فرض هذا المشروع، ولا سيما مع إقرارها بأن 19 دولة فقط أبدت استعداداً مبدئياً للمشاركة.

وأوضح فخري أن هذا الفشل يحمل دلالات عدة، في مقدمتها ضعف الحماس الدولي للمشروع نتيجة التعقيدات الأمنية القائمة في قطاع غزة، مؤكداً أنه لا يبرز حتى الآن أي بديل عن حركة حماس لقيادة القطاع على المستويين الأمني والسياسي، وأن الإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي تصطدمان بواقع أمني واجتماعي شديد التعقيد، ما دفع عدداً من الدول إلى إدراك أن المشاركة قد تعرض قواتها لمخاطر وتهديدات أمنية مباشرة.

وأشار إلى أن الدلالة الأخرى تتصل بحدود القوة الأمريكية والصهيونية، حيث فشلت واشنطن والعدو الإسرائيلي، حتى بعد ما يسمى بوقف إطلاق النار الشكلي، في فرض وقائع أمنية جديدة أو إعادة ترتيب الوضع الأمني في غزة، ما يثبت أن لهذه القوة حدوداً، في مقابل وجود المقاومة التي لا يمكن تجاوزها، مبيناً أن تعثر المشروع الأمريكي يشكل دليلاً إضافياً على أن المقاومة ما تزال حاضرة بقوة في البنية السياسية وفي مستوى القرار، وأن أي مشروع يُراد تمريره في غزة لا يمكن أن ينجح من دون الأخذ بعين الاعتبار وبوجود قوة حقيقية على الأرض، هي قوة المقاومة المنبثقة من الواقع الاجتماعي والسياسي الغزّي.

وأكد فخري أن ما يجري في غزة يمثل تدويلًا للواقع الأمني وبوابة لإعادة احتلال القطاع بأسلوب ناعم، مشدداً على أن المشروع الأمريكي لا يمت للإنسانية بصلة، بل يقوم على أبعاد سياسية وأمنية، وتكمن عقدته المركزية في تقويض قوة المقاومة ومحاولة نزع سلاحها عبر أدوات وأساليب بديلة تستكمل مسار الحرب.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية تصطدم بواقع أعقد بكثير مما تتصوره، وأن محاولاتها، بالتعاون مع العدو الإسرائيلي، لتحقيق إنجاز يتمثل في تقويض حماس والمقاومة عبر مشاريع دولية وتدويل الواقع الغزّي، تواجه فشلاً متزايداً، لافتاً إلى أن المشروع الأمريكي يقوم على فرض وصاية أمنية وتدويل غزة، لتصبح خاضعة للسيطرة الأمنية الأمريكية و” الإسرائيلية”، في ظل منح العدو حرية الحركة في القتل والتدمير والتحرك العسكري، مشيراً إلى أن المطلوب هو كبح أي مبادرة للمقاومة تمهيداً لتمرير هذا المشروع.

وبيّن أن واشنطن تعمل وفق مسارين متوازيين: الأول تأمين حرية الحركة للعدو الإسرائيلي، والثاني الدفع بمشروع أمريكي يتوسع عبر أدوات سياسية ودبلوماسية وأمنية على الأرض، بزعم أن ذلك سيقود لاحقاً إلى تقويض حماس والمقاومة وتفكيك سلاحها، وهو ما ترفضه المقاومة وتدرك أبعاده جيداً، وتعي طبيعة المشروع الذي يُحاك ضدها وضد المجتمع الفلسطيني في غزة.