الباحث بيضون: تمهيد التطبيع بين سوريا والكيان الصهيوني عبر إعادة توطين اليهود يهدد مستقبل البلاد

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
11 ديسمبر 2025مـ – 20 جماد الثاني 1447هـ

أكد أستاذ العلاقات الدولية علي بيضون، أن المسار الذي تشهده الساحة السورية لجهة التمهيد التدريجي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، عبر خطوات أمنية وسياسية واجتماعية تتكامل برعاية أمريكية وغربية، وصولاً إلى إعادة توطين اليهود في سوريا واستعادة ممتلكاتهم، بما يمهّد لخلق نفوذ صهيوني مؤثر داخل البلاد.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بيضون في مداخلة له على “قناة المسيرة”: إن التنسيق الأمني بين بعض الجهات داخل سوريا والعدو الإسرائيلي بات يتخذ طابعاً أكثر وضوحاً، مشيراً إلى ما جرى في مناطق القنيطرة وجنوب سوريا من لقاءات ميدانية بين القوات المحتلة وقوات أمن سورية من دون أي مواجهة، رغم أن سوريا والكيان الصهيوني ما زالا في حالة حرب رسمياً.

وأضاف، أن هذا السلوك يعكس وجود اتفاقيات أمنية غير معلنة، يتم تمريرها في إطار ترتيبات المرحلة الانتقالية، ما يفتح الباب أمام تحوّلات أعمق في العلاقات بين الطرفين.

وأوضح أن السماح للمنظمات اليهودية بالتحرك داخل سوريا، وبدء نشاطات مرتبطة بـ استعادة التراث والأملاك اليهودية وبناء منشآت دينية، يشكل مقدمة لمسار سياسي وأمني واسع، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تعطي انطباعاً بعودة طبيعية للطائفة اليهودية، تمهيداً لتغلغل النفوذ الصهيوني في البلاد تحت عناوين حرية الأديان واستعادة الحقوق.

وحذّر بيضون من أن العدو الإسرائيلي سيستغل هذه المعطيات لبناء علاقات اجتماعية ثم اقتصادية داخل سوريا، عبر عودة اليهود تدريجياً، وطرح رواية تقوم على أن للكيان مصالح دينية وجاليات وحقوقاً تاريخية داخل الأراضي السورية، وهذا سيُستخدم كورقة ضغط لتوقيع اتفاقيات جديدة تتجاوز الجانب الأمني نحو اتفاقيات سياسية، اقتصادية وثقافية تشكّل تطبيعاً كاملاً.

كما نبّه إلى أن منح اليهود موطئ قدم داخل سوريا قد يفضي إلى تشكيل لوبي صهيوني مؤثر في المشهدين السياسي والاقتصادي، بما يفتح الباب لدخول شركات ومؤسسات اقتصادية عالمية برعاية إسرائيلية، الأمر الذي يهدد مستقبل الاقتصاد السوري وسيادته الوطنية.

ولفت بيضون إلى أن إعادة توطين اليهود تحت عناوين التراث والحقوق الدينية ليست سوى بوابة لمشروع متكامل يهدف إلى إدماج الكيان الصهيوني في البنية الداخلية لسوريا، ما يشكل خطراً مباشراً على مستقبل البلاد السياسي والعسكري، ويطرح تحديات على هوية الدولة وموقعها في الصراع الإقليمي.