العدو الصهيوني يقتحم مقر “أونروا” بحي الشيخ جراح في القدس وتحذيرات فلسطينية من التصعيد
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
8 ديسمبر 2025مـ –17 جماد الثاني 1447هـ
اقتحمت قوات العدو الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وصادرت معدات من داخله، في خطوة وصفتها جهات فلسطينية بأنها اعتداء خطير على حصانة المؤسسات الأممية وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وقالت “أونروا” في تصريحات مقتضبة، إنّ قوات العدو اقتحمت مقر الوكالة في حي الشيخ جراح صباح اليوم وصادرت هواتف حراس الأمن، فيما ذكرت مصادر إعلامية أنّ العدو صادر معدات أخرى من داخل المقر.
وذكرت مصادر مقدسية أن قوات العدو سلمت 4 من حراس مقر وكالة “أونروا”، أوامر استدعاء للتحقيق، وذلك بعد اقتحام المقر منذ ساعات الصباح.
وترجح المصادر أنّ يكون الاقتحام مقدّمة لمصادرة المقر، استنادًا إلى تهديدات إسرائيلية سابقة باتخاذ “إجراءات قاسية” ضد الوكالة الأممية.
ووفق الشهادات الميدانية، شهد محيط المقر خلال الأسابيع الماضية مظاهرات نظمها مستوطنون متطرفون تحت حماية شرطة العدو.
“أونروا” تستنكر: انتهاك لامتيازات الأمم المتحدة
وبدورها، استنكرت وكالة “أونروا” اقتحام مقرها في الشيخ جراح، وأكدت أن دخول القوات الإسرائيلية غير المصرح به وبالقوة، “يعد انتهاكا غير مقبول لامتيازات وحصانات أونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة”.
وأشارت إلى أن كيان العدو طرف في اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، التي تنص على حرمة مقرات الأمم المتحدة (محصنة من التفتيش والمصادرة)، وأن تكون ممتلكاتها وأصولها محصنة من الإجراءات القانونية.
محافظة القدس تدين التصعيد وتدعو للتحرك
من جانبها اعتبرت محافظة القدس الاقتحام بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي” وتعدٍّ مباشر على حصانة مؤسسات الأمم المتحدة، مؤكدة أنه يخالف ميثاق المنظمة الدولية وشروط عضويتها وقراراتها.
ودعت المحافظة في بيانٍ لها، المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لمحاسبة “إسرائيل” على خروقاتها المتكررة ومساءلة قادتها عن الاعتداءات بحق المؤسسات الأممية والفلسطينية.
وكثفت سلطات العدو خلال عدوانها على غزة الذي بدأتها في أكتوبر2023، حملتها ضد وكالة “أونروا”، عبر مزاعم تستهدف شرعنة التضييق على عمل الوكالة، ما أثار موجة استنكار عالمية وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى تداعيات إنسانية وسياسية وأمنية خطيرة.
وفي الأول من فبراير 2025، دخل قرار حكومة العدو القاضي بإنهاء أنشطة “أونروا” في فلسطين المحتلة حيّز التنفيذ، بما يشمل وقف خدمات الوكالة وإغلاق مرافقها ومنعها من ممارسة أي نشاط في المدينة.
وتعدّ “أونروا”، التي أُنشئت عام 1949، المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، إذ تعتمد في تمويلها على تبرعات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتوفّر خدمات حيوية تشمل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والمأوى.
وتقدم الوكالة دعمًا مباشرًا لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس.
