تصعيد صهيوني جديد.. أوامر إخلاء وغارات متفرقة على جنوب لبنان

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
4 ديسمبر 2025مـ – 13 جماد الثاني 1447هـ

في تصعيدٍ جديد يؤكّد استمرار مسلسل الاستباحة الصهيونية للسيادة اللبنانية واستهتارًا بالآليات الدولية، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر إخلاء لسكان مبانٍ في بلدتي “مجادل وبرعشيت” في الجنوب، تمهيدًا لقصفها، وتزامن هذا التهديد مع تنفيذ غارات جوية استهدفت بلدتي “محرونة وجباع”.

وفي تطورات الغارات والتهديدات، أصدر جيش الاحتلال الصهيوني، عصر اليوم الخميس، أوامر لسكان مبانٍ في بلدتي “مجادل وبرعشيت” جنوبي لبنان بضرورة الإخلاء، كتمهيدٍ واضح لتنفيذ قصف وشيك، وفي بلدة “محرونة”، نفذ العدوّ الإسرائيلي تهديده الذي سبقه بتحذير يُحدد المنزل المستهدف على الخريطة، حيث أغارت طائرة حربية بشكّلٍ مباشر ودمرت المنزل بالكامل بصاروخ من طائرة مسيرة.

ووفقًا لمصادر ميدانية جنوبي لبنان؛ فالمنزل الذي دُمّر في “محرونة” هو منزل لأحد أبناء البلدة، وتواترت معلومات عن أنّه يعود لمختار البلدة، كما أكدت المصادر أنّ الغارات الصهيونية أيضًا استهدفت منزلاً في بلدة “جباع” في إقليم التفاح، وآخر في بلدة “برعشيت”.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا في بيانٍ له معلنًا بالقول: إنّه “يهاجم الآن أهدافًا لحزب الله في جنوب لبنان”، ولوحظ تحليق مروحية تابعة لقوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” في أجواء بلدة محرونة بعد الغارة مباشرة، قبل أنّ تتجه غربًا نحو قرى أخرى.

وفي تفاصيل المشهد ودلالات الاستهداف، فإنّ الغارة وقعت على بلدة “محرونة” في وضح النهار وفي منطقة سكنية مأهولة بالسكان؛ ممّا يُبرز الطبيعة العدوانية والإجرامية للاستهداف، فالمسافة بين المنزل المستهدف وتجمع مدارس المبرات والمدارس الأخرى، بالإضافة إلى مستشفى “جوية” الرعائي للصحة النفسية، لا تتجاوز ثلاثمائة متر؛ ممّا يؤكّد استهداف مناطق مدنية مكتظة.

وتُشير التقارير الميدانية إلى أنّ بلدة “محرونة” هي إحدى القرى الصغيرة في قضاء صور، وتقع محاذية لقرى “عيتية وجوية وشابية”، وبالقرب من “قانا” التي شهدت مجازر صهيونية سابقة؛ ممّا يستدعي ذاكرة الاعتداءات الوحشية، بعد أنّ خلفت الغارات أضرارًا كبيرة، وتم رصد سيارات الإسعاف، ونشرت وسائل إعلام مختلفة صور وشاهد لآثار الاستهداف وسحب الدخان ترتفع مباشرة بعد العدوان الصهيوني.

وأشارت المصادر إلى أنّ هذا العدوان يأتي في سياق تصعيد متواصل لمسلسل الاستباحة والاعتداءات الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين، مع الإشارة إلى نقطة هامة؛ إذ كان الجيش اللبناني يعمد إلى إرسال طلبات ضمن “الميكانيزم” لتفتيش المنازل المشتبه بها والتأكّد من ادعاءات العدوّ الإسرائيلي بوجود مسلحين، لكن العدوّ يرفض مباشرة ويُبادر إلى تدمير المنازل.

وأكّدت المصادر أنّهُ وبعد تدمير المنازل، قام الجيش اللبناني بإجراء فحص ميداني ليكتشف أنّ هذه المنازل هي مدنية بحتة ولا وجود فيها لأيّ من ادعاءات العدوّ، وهو ما تكرر في “محرونة” وكل القرى التي تعرضت لاعتداءات مماثلة.

وانعكاسًا لفشل الردع السياسي والدبلوماسي، والخرق الصهيوني المتواصل لاتفاق وقف إطلاق النار، تأتي هذه الاعتداءات بعد ساعات قليلة من اجتماع ما يسمى “لجنة الميكانيزم” التي شهدت إدخال السفير اللبناني المدني، وهي خطوة جاءت تلبية للمساعي والضغوط الأمريكية التي رأت في هذه الآلية مفتاحًا للحل.

وفيما الاستباحة الصهيونية مستمرة للأرض والسيادة اللبنانية وخصوصًا في الجنوب، أثبتت التجربة أنّ هذه الخطوة لم تُقدم أو تؤخر شيئًا بالنسبة لهذه الاعتداءات المتواصلة، برًا وبحرًا وجوًا، والتي تخترق الآلية بشكّلٍ روتيني.

وشدّدت المصادر على أنّ هذه المنطقة تتحمل ضريبة المواجهة، حيث يُقتل أبناؤها وتُدمر منازلها وتُستباح سيادتها؛ بينما يُعتقد أنّ المسؤولين في لبنان لا يزالون يعيشون في واقع مختلف، بعيدًا عن معاناة أهلهم في المناطق المستهدفة.

وبالمحصلة؛ فكيان العدوّ الإسرائيلي لا يرتدع لا بالمفاوضات ولا بالدبلوماسية ولا بلجان المراقبة، وأنّ الأمر الوحيد الذي يحفظ سيادة لبنان ويقلق الكيان وداعمه الأمريكي، هو سلاح المقاومة، الذي يغيب عن النقاشات الجدّية حول حمايته، بدلاً من استهدافه.