الخبر وما وراء الخبر

توقعات قاتمة: حرب غزة تُعمّق أزمتها الاقتصادية – باحث فلسطيني يشرح تداعيات بنيوية خطيرة لاقتصاد العدو

0

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
2 ديسمبر 2025مـ – 11 جماد الثاني 1447هـ

حذّر الكاتب والباحث الفلسطيني صالح أبو عزة من التأثيرات الاقتصادية المتصاعدة لحرب العدو الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن التداعيات المالية أصبحت واضحة بشكل غير قابل للإنكار، وأن السنوات المقبلة ستشهد آثارًا بنيوية طويلة الأمد على اقتصاد العدو.

وفي حديثه لقناة المسيرة مساء اليوم قال أبو عزّة إن الاقتصاد الفلسطيني ظل ملحقًا بالكامل بالاقتصاد “الإسرائيلي” منذ توقيع اتفاقية باريس عام 1996، وهو ما كرّس التبعية الاقتصادية وعمّق معدلات البطالة والفقر داخل الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية فشلت في توفير بدائل اقتصادية حقيقية، واكتفت بالدور الأمني المرسوم لها ضمن مسار أوسلو، بما يتضمن استمرار التنسيق الأمني مع العدو على حساب احتياجات الشعب.

وأضاف أن العمال الفلسطينيين لم يتوجهوا للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 بسبب رغبة ذاتية، بل نتيجة غياب برامج اقتصادية فلسطينية قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الشباب والخريجين، موضحًا أن النسبة الأكبر من هؤلاء العمال يعملون لدى الفلسطينيين داخل أراضي الـ48 وليس في المستوطنات غير القانونية كما يُروّج.

وفي تحليله للتداعيات الاقتصادية داخل الكيان، أكد أبو عزة أن المؤسسات المالية الدولية خفّضت التصنيف الاقتصادي للعدو الإسرائيلي نتيجة الانجراف المالي الخطير باتجاه تعزيز المشروع العسكري والأمني.

وقال: إن حرب غزة التي وصفها بالإبادة الجماعية كلّفت العدو أكثر من 120 مليار شيكل، فيما يجري العمل على إضافة 75 مليار شيكل إلى ميزانية وزارة الحرب، ما يعني استنزاف الموارد المخصّصة للنمو والازدهار الاقتصادي.
وأشار إلى أن المواطن داخل الكيان أصبح يشعر مباشرة بفداحة العبء الاقتصادي؛ إذ ارتفعت الضرائب ثلاثة أضعاف لتغطية النفقات العسكرية، مبينًا أن الدعم الأمريكي واللوبيات الصهيونية لا يكفي لتعويض غياب الأمن والاستقرار الضروريين لاستقطاب الاستثمارات، خصوصًا بعد موجات الهجرة العكسية التي تجاوزت 62 ألفًا.

وأوضح أبو عزة أن الآثار الاقتصادية للحرب ستظل تلاحق العدو الإسرائيلي على الأقل خلال العقد المقبل، بحسب تقديرات رسمية إسرائيلية نفسها، في ظل غياب أي رؤية اقتصادية قادرة على معالجة الخسائر البنيوية التي خلّفتها الحرب.