العدو يصعّد في غزة تحت غطاء “الاتفاق” وصمت الوسطاء.. 7 شهداء وعدد من الجرحى بقصف جوي ومدفعي صهيوني
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
2 ديسمبر 2025مـ – 11 جماد الثاني 1447هـ
في ظل هدنة يفترض أن تُجمّد آلة القتل، يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم أمام مشهد ميداني يقول العكس، فالانتهاكات الصهيونية متواصلة، والتصعيد ممنهج جواً وبراً، والحصار القاتل في ظل موجات الشتاء يزيد معاناة أهالي القطاع، وسط صمت دولي مطبق يُشبه التواطؤ أكثر مما يشبه العجز.
ومنذ ساعات الصباح، سجّلت المصادر الفلسطينية ارتقاء 7 شهداء على الأقل، وجرح العديد من المدنيين في مناطق عدة من قطاع غزة، في حصيلة تكشف حجم الخروق اليومية التي يصرّ العدو على ممارستها دون أي رادع، وكأنه يسعى لفرض واقع دموي على أنقاض اتفاق لم يحقق شيئاً للغزاويين سوى مواراة الإجرام الصهيوني تحت عناوين التهدئة والاستقرار.
وتأتي هذه الحصيلة في سياق ميداني متفجر، بدأ باستشهاد مواطن برصاص قوات الاحتلال خارج “الخط الأصفر” في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة في ساعات الصباح الأولى، في خرق واضح لقواعد الاشتباك التي يفترض أن تمنع الاحتلال من إطلاق النار في هذه المنطقة.
وفي جريمة أخرى تؤكد استهداف الاحتلال المتعمد للطواقم المدنية، استُشهد مصوّر صحفي في قصف نفذته طائرة مسيّرة وسط مدينة خان يونس، في محاولة لطمس الحقيقة ومنع توثيق الاعتداءات التي تتواصل أمام مرأى العالم، ليرتفع عدد الإعلاميين الشهداء الذين قتلهم العدو الصهيوني إلى 233.
وفي السياق، كثّفت مدفعية الاحتلال قصفها على المناطق الشرقية من خان يونس، بالتزامن مع قصف مماثل شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين قرب مفترق السنافور.
وفي شمال القطاع، نفّذ جيش العدو عملية نسف شرق مدينة غزة، في مؤشر خطير على نية توسيع رقعة الاعتداءات البرية، بالتزامن مع قصف على حي الزيتون أدّى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، في استمرار لنهج استهداف الأحياء السكنية المكتظة.
وقبل قليل، أفادت المصادر بارتقاء شهيدين وجرحى في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، ضمن سلسلة ضربات تتركّز على مناطق مأهولة، في ظل غياب أي ضمانات تحمي المدنيين.
هذه المعطيات تؤكد أن العدو يتعامل مع “الاتفاق” كمساحة لإعادة التموضع وضرب مزيد من الأهداف واستمرار آلة القتل بعيداً عن الأضواء التي كانت مسلطة قبل التوقيع في شرم الشيخ، فيما يواجه أكثر من مليوني فلسطيني شتاءً قاسياً بلا مأوى كافٍ ولا بنية صحية ولا مقومات حياة، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين في غزة.
ومع استمرار ارتقاء الشهداء وتوسع دائرة القصف، يبدو واضحاً أن الاحتلال يدفع نحو تصعيد جديد، مستنداً إلى عجز دولي عميق وحياد صامت يمنحه الضوء الأخضر لارتكاب مزيد من الجرائم، بينما تحذر الفصائل الفلسطينية من استمرار هذه الخروق.
