السيد الخامنئي يشدّد على ضرورة استمرار التعبئة والمقاومة في المنطقة جيلاً بعد جيل
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
27 نوفمبر 2025مـ – 6 جماد الثاني 1447هـ
شدّد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، على ضرورة التعبئة الدائمة في البلاد ودور مؤسسة الباسيج في صمود المقاومة ودعم المستضعفين، كما تطرق إلى الأوضاع الإقليمية وفشل أمريكا والكيان الصهيوني.
وقال السيد الخامنئي في كلمةٍ وجهها اليوم الخميس، حول آخر التطورات في إيران والمنطقة والعالم: إنّ “دولة مثل إيران تحتاج إلى التعبئة أكثر من أيّ دولة أخرى في ظل الأطماع والتدخلات الخارجية”، مؤكّدًا على “ضرورة استمرار حركة التعبئة والمقاومة في المنطقة جيلاً بعد جيل”، وأن “هذه الظاهرة سوف تستمر وتنمو، وسيشعر مستضعفو العالم بأنّ هناك قوة تدعمهم وتعلي صوتهم”.
وأوضح أنّ “حرس الثورة الإسلامية قد يكون الوجّه الرسمي للتعبئة، لكن أيّة جماعة غيورة تريد أنّ تعمل من أجل هذا البلد؛ فهي جزء من هذه التعبئة”، وأنّ “كل من لديه الرغبة والإيمان والهمة يعمل بنشاط وهو جزء من مؤسسة الباسيج العظيمة”، مشيرًا إلى أنّ “العلماء الذين استشهدوا في حرب الـ 12 يومًا كانوا يعملون في مجموعة الباسيج، وأنّ المصممين للآليات العسكرية والأطباء والممرضين والرياضيين، هم كذلك باسيجيون”.
وأكّد أنّ بقاء الباسيج نشطًا وحيًّا يضمن قوة المقاومة وصمودها أمام الظلم والطغيان والاستكبار العالمي، وستنمو هذه المقاومة لتدعم المستضعفين في العالم، وتوصل كلمتهم إلى العالم، وقال معرّفًا “الباسيج”: إنّه “صورة رسمية ومنظمة تشكّل قسمًا من حرس الثورة الإسلامية، وهي صورة صامدة وخدومة أمام الأعداء، وتقف لدحرهم”.
ولفت إلى أنّ “الباسيج يقف لخدمة الناس في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات”، مشيرًا إلى أنّ “القاعدة الحقيقية لمؤسسة الباسيج” هي “مشهد أوسع وأكبر” ويمكن الحساب عليه، وتشمل “كل شخص وكل مجموعة غيورة ومستعدة للعمل ولديها حافز كبير لخدمة البلاد”.
وبيّن أنّ “الانتماء يشمل النشطاء في مجالات العلم والصناعة والجامعات والحوزات، وفي العمل والإنتاج، وكل من لديه الرغبة والإيمان والهمة والأمل”، مشدّدًا على أنّ “هذه الصورة موجودة وستستمر، ويجب أنّ تستمر، وهي القادرة على الوقوف بوجه المؤامرات وخطط الأعداء وإفشالها في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنتاج والتطورات التقنية والعلمية”، وأنّ “كل من يخدم البلاد بإيمان وهمة هو من الباسيج، حتى لو لم يكن عضوًا منظمًا، بما في ذلك الأطباء والممرضون والرياضيون”.
واختتم السيد الخامنئي هذا الجزء بالإشارة إلى أنّ “الباسيج الذي أسسه الإمام الراحل أية الله الخميني، لم يكن يتعلق بفئة واحدة أو مجال واحد؛ بل يعود لكل القوميات والأصناف والأطياف في البلاد”، داعيًا إلى تكريم الباسيج ومنحه “القوة وتسليمه للأجيال القادمة لزيادة القدرة والقوة الوطنية”.
وعن فشل العدوان الأمريكي والصهيوني، وصف السيد الخامنئي حرب الـ 12 يومًا بأنّها “حرب أفشلت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أنّهما “تعرضا للفشل، وعادوا بيد خاوية، ولم يصلوا لأي هدف”، وأنّ “الكيان الصهيوني كان يخطط لهذه الحرب لعشرين عامًا، لكن المعادلة انعكست”.
وأشار إلى أنّ الجمهورية الإسلامية أوضحت أنّها “قانون القوة” واستطاعت أنّ تقف بكل قوة أمام الأعداء وتفشل سُخفهم ووهمهم، وأنّ الأعداء منيوا بخسائر أكبر بكثير”، مبينا أنّ “كارثة غزة هي من أكبر الكوارث في التاريخ، وأنّ الكيان الصهيوني خسر هيبته واسمه في العالم”،
وذكر أنّ شعوب العالم تعرف أنّه “إذا لم تكن هناك أمريكا؛ فإنّ الكيان الصهيوني لم يكن ليستطيع أنّ يخلق كل هذه الكوارث”، واصفًا رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم نتنياهو بأنّه “أكثر شخص مكروه في العالم”، والحكومة الصهيونية وأمريكا بأنّهما “الحكومة الأكثر كرهًا في العالم”.
وأكّد أنّ العدوان الصهيوني على لبنان، واعتداءاته على سوريا، وجرائمه في الضفة، يشاهدها العالم كله، ويشاهد ما يجري في غزة، “وكل ذلك يتم بدعمٍ أمريكي مباشر”، لافتًا إلى أنّ التدخلات الأمريكية هي من أسباب فشلها وذلتها، وأنّ “الحرب الأوكرانية التي توقع الرئيس الأمريكي الحالي أنّ تنتهي خلال ثلاثة أيام قد استمرت أكثر من سنة، وها هو بعد نحو عام يحاول فرض خطة من 28 بندًا بالقوة على الدولة التي دفعها هو نفسه إلى الحرب”، وأنّ الأمريكيين “يخونون حتى أصدقائهم وحلفاءهم”.
وختم السيد الخامنئي ناصحًا كل فئات الشعب الإيراني: “كونوا متحدّين أمام الأعداء”، وأوصي الشعب بتقديم الدعم لرئيس الجمهورية والحكومة التي تحمل عبئًا ثقيلاً”، وهذه المسؤولية التي يحملونها “ليست عملاً يسيرًا”.
