الخبر وما وراء الخبر

موسم قرن الشيطان والرقص على جراح الأمة

2

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
27 نوفمبر 2025مـ – 6 جماد الثاني 1447هـ

بقلم// سعاد الشامي

في هذا العصر الذي تتصارع فيه الشعوب و الأمم على بناء الوعي وتعزيز الهوية، وتوجيه طاقات الشباب نحو الإنتاج والمعرفة، تظهر موجة غامرة من الترفيه المنفلت الذي تتبناه مملكة قرن الشيطان والذي يقدم الرقص والغناء والفعاليات الاستعراضية بوصفها جوهر للحياة وغاية للحضارة.

يطل مايسمى “موسم الرياض” بمشروعه الشيطاني الذي يتسلل إلى وجدان الأمة  ليطفىء القيم ويفك ارتباط الإنسان العربي بدينه ونفسه، ويعيد تشكيلته إلى إنسان منزوع الهوية ومفتون بالسطحيات وغارق في اللهو والانفلات الاخلاقي ، يختصر  قيمة الحياة في رقص وصوت وألوان وأزياء لافي رسالة ومسؤولية وموقف!.

هذا الموسم الذي تجاوز حدود الترفيه الطبيعي إلى ترويج أنماط سلوكية وثقافية لاتنسجم مع الهوية الإيمانية؛ يتزايد صيته العربي والعالمي عامًا بعد عام نظرًا لمايحظى به من التجهيزات المترفة والميزانية المأهولة والأثر الإعلامي، ويتضح لمن لايزال يحمل جذوة الإيمان في صدره أهداف قرن الشيطان في حرف البوصلة الأخلاقية والهوية الثقافية والمسؤولية الوطنية التي لا تُبنى بأجساد تتمايل، ولا بعقول مشغولة في متابعة الحفلات والعروض.

منذ نشأة مملكة قرن الشيطان برعاية بريطانيا كانت ولاتزال هي السند والعون والمدد للكيان الصهههيوني والشريك الأساسي في سفك الدم العربي المسلم واستهداف الأمة العربية والإسلامية في كل المجالات.

وفي ظل ماتعيشه الأمة في هذه المرحلة من جراح نازفة في اليمن وفلسطين ولبنان وسوريا والسودان ..هاهي سلطة آل سعود توجه طعنة أخرى إلى هذه الأمة ؛ طعنة لاتحمل سلاحًا بل تحمل شاشة وبريقًا وصخبًا ورقصًا، لكنها أشد فتكًا من سابقاتها لأنها تقتل المعنى قبل أن تقتل الإنسان ، يُراد للأمة أن تعتاد على موت الضمير وأن تبتسم فوق الركام وأن تصفق لسلب الأرض وهتك العرض وأن تفرمت ذاكرة منظومة الدين والأخلاق ؛كي لايبقى للأمة ماتقاتل وتجاهد من أجله لأن التاريخ أثبت أن الشعوب التي يتم ترويضها عبر المتعة الفارغة تصبح أكثر قابلية للانسياق وأقل قدرة على المقاومة.

لكن مهما بالغت مملكة قرن الشيطان في تمييع الأمة وضياعها ؛تبقى رسالة الأحرار من أبناء الأمة الإسلامية لقرن الشيطان نحن هنا لسنا للبيع ، لسنا للرقص، نحن أبناء رسالة سماوية سامية،  ومشروع قرآني عظيم باقون على درب القيم ، ثابتون على هويتنا ، نقاوم كل مايطفئ نور الإيمان في داخل الأمة.