الخبر وما وراء الخبر

استهداف الضاحية الجنوبية.. تصعيد صهيوني بقرار أمريكي لتوسيع الضغط على لبنان والمقاومة

2

تقارير

تقرير|| نوح جلّاس

فتح العدو الصهيوني اليوم جبهة جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا شقة سكنية في الشارع العريض داخل منطقة حارة حريك، في تصعيد خطير برعاية أمريكية مباشرة.

وفيما أكدت الصحة اللبنانية استشهاد وجرح 22 مدنياً في الغارة، في حصيلة غير نهائية، فقد لفتت مصادر لبنانية إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني ما تزال تعمل لانتشال الجرحى من بين الركام، ما يعكس حجم الاستهداف الصهيوني للبنايات السكنية المدنية.

وفي السياق، كشفت هيئة البث الصهيونية أن الكيان الإسرائيلي أبلغ الولايات المتحدة قبل العدوان على الضاحية، الأمر الذي يضيف دلالات سياسية وعسكرية تتجاوز حدود العملية.

اعتراف هيئة البث الصهيونية يؤكد مجددًا أن العدو لا يقدم على خطوات تصعيدية في لبنان إلا بضوء أخضر من واشنطن، سواء عبر التنسيق الاستخباراتي أو من خلال موافقة سياسية على توسيع نطاق التصعيد، في حين يعكس التسلسل الزمني للعدوان الصهيوني بوضوح البصمة الأميركية ويُظهرها أكثر من مجرد موافقة، فالاستهداف المباشر في قلب الضاحية والإعلان الفوري لكيان العدو الإسرائيلي عن إبلاغ واشنطن يكرّسان حقيقة أن القرار الصهيوني في الساحة اللبنانية هو نتاج شراكة عملياتية مع الإدارة الأميركية لفرض معادلات جديدة والضغط على المقاومة ولبنان بشكلٍ عام.

إلى ذلك أكدت وزارة الصحة اللبنانية ارتقاء شهيد في غارة موازية على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، في ظل استمرار سياسة القصف الانتقامي على القرى الحدودية، وهي سياسة باتت شبه يومية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار أواخر أكتوبر 2024.

وتؤكد هذه المعطيات أن الكيان الصهيوني يتحرك في لبنان ضمن قواعد اشتباك ترسمها واشنطن، وأن كل ضربة تحمل نيران الطائرات الصهيونية لا بد أنها ممهورة ببصمة القرار الأميركي.

وفي المقابل، يرى محللون أن هذا النوع من التصعيد غالبًا ما يأتي بنتائج عكسية على الاحتلال، إذ يدفع المقاومة إلى تثبيت معادلات ردع جديدة، سيما بعد الرسائل القوية في بيان ملف العمل البلدي لحزب الله اليوم، والذي أكد أن المقاومة لن تسمح بتحويل الاعتداءات الصهيونية إلى أمر واقع.