الخبر وما وراء الخبر

باحث فلسطيني: الجبهة اليمنية أربكت أمن العدو الإسرائيلي لأول مرة منذ 70 عامًا

0

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

22 نوفمبر 2025مـ –1 جماد الثاني 1447هـ

رأى الناشط السياسي عادل شديد أن تصريحات رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تطور الاتصالات مع السعودية حول ملف التطبيع، بالتزامن مع رفضه القاطع لمطلب إقامة دولة فلسطينية، تعكس وجود تباين جوهري بين الموقفين السعودي والإسرائيلي، الأمر الذي يجعل مستقبل التطبيع “غير محسوم” حتى الآن.

وفي حديثه لقناة المسيرة، أوضح شديد أن السعودية تُقدّم شرط إقامة دولة فلسطينية كمدخل مُعلَن لأي مسار تطبيع مع الكيان، معتبرًا أن هذا الشرط يبدو أقرب إلى تبرير سياسي يُمهِّد لخطوات تطبيعية محتملة، في الوقت الذي يرفض فيه المجرم نتنياهو تقديم أي التزام جدي تجاه الفلسطينيين.

وتساءل شديد عن المكاسب التي قد تجنيها السعودية من أي تطبيع محتمل، مؤكدًا أنها ليست بحاجة اقتصادية أو أمنية لهذا المسار، وأن مكانتها الإقليمية تجعلها في غنى عن الدخول في خطوات تطبيعية لا تحقق لها مكاسب استراتيجية، خصوصًا في ظل استمرار سياسات العدو الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني، موضحا أن التجارب السابقة، بما فيها مبادرة الملك عبد الله عام 2002، أظهرت أن الكيان الإسرائيلي لم يلتزم بأي استحقاقات سياسية تتعلق بالانسحاب أو إقامة الدولة الفلسطينية، معتبرًا أن الحديث عن التطبيع في ظل واقع الصراع الحالي يُضعف الموقف العربي ويُسيء لصورة المنطقة أمام شعوبها.

وأشار شديد إلى أن بعض الدول التي هرولت نحو التطبيع اكتشفت لاحقًا أنها لم تحقق مكاسب حقيقية، وأن الاعتماد على إسرائيل في المسارات الأمنية أو العسكرية “لا يلبي مصالحها”، خصوصًا في ظل التفاهمات الأمريكية الصهيونية التي تحرم الدول العربية من الحصول على تقنيات عسكرية متطورة، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي لم يتوقع أن تتحول اليمن إلى جبهة نشطة ومؤثرة في الصراع الإقليمي، وأن العمليات التي أثّرت على الملاحة من وإلى ميناء إيلات شكّلت تحولًا غير مسبوق منذ عقود.

وأوضح أن إغلاق البحر الأحمر وباب المندب أمام السفن المرتبطة بموانئ العدو الإسرائيلي — سواء كانت سفنًا إسرائيلية أو دولية — مثّل صدمة حقيقية للمؤسسة الأمنية في تل أبيب، كونه يحدث للمرة الأولى منذ أكثر من 70 عامًا من الصراع في المنطقة، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي واجه صعوبة في فهم قدرات اليمن أو تحديد بنك أهداف واضح، ما جعله يتعامل ببطء مع التطورات الميدانية قبل أن يبدأ بإعادة بناء منظومة مراقبة استخبارية داخل الساحة اليمنية.

ولفت إلى أن بعض الضربات الجوية التي نُسبت للكيان الصهيوني داخل اليمن تعكس دخول ما تسمى “تل أبيب” على خط المواجهة، لكنها — بحسب شديد — لم تحقق نتائج استراتيجية، ولم تُغيّر موقف اليمن أو قدراته على التأثير في مسار الملاحة والردع، محذرا وحذّر شديد من أن تركيز نتنياهو المتكرر على التهديد القادم من اليمن يُعدّ بمثابة تهيئة للرأي العام الإسرائيلي لتبرير أي خطوات تصعيدية مستقبلية ضد اليمن، معتبرًا أن تل أبيب تحاول تصوير الساحة اليمنية كخطر مباشر لأهداف سياسية داخلية وخارجية.

وأضاف: “إن قراءة تصريحات نتنياهو تكشف أن الكيان الإسرائيلي بات يعتبر اليمن طرفًا قادرًا على التأثير في أمنه القومي”، وهو ما يفسّر ارتفاع حدة الخطاب الإسرائيلي تجاه صنعاء، مفيداً بأن تصريحات المجرم نتنياهو الأخيرة تحمل رسائل سياسية وأمنية يجب التعامل معها بجدية، لأنها تعكس تغيّرًا في تقييم إسرائيل لطبيعة التهديدات الإقليمية التي تواجهها.