السياسي الأردني الدكتور السعدي: خطاب السيد عبد الملك في المؤتمر القومي العربي ثوري حقيقي يؤمن بانتصار الغد
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
22 نوفمبر 2025مـ –1 جماد الثاني 1447هـ
وصف عميد معهد المشرق للدراسات الجيوسياسية والعضو السابق في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت قبل أيام في دورته الـ 34 الدكتور عصام السعدي كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالمؤتمر بأنها “خطاب البندقية”، والوصف ذاته ينطبق على خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وأوضح أن خطاب السيد عبد الملك والشيخ نعيم قاسم “ثوري حقيقي”، مؤكداً أن هذه الخطابات هي التي تعكس إرادة الميدان والتضحيات العظيمة التي سالت من اليمن إلى غزة ولبنان، داعياً أن تكون هي الموجهة للمؤتمر.
كما دعا المؤتمر إلى “الارتقاء بأهدافه وأدواته” ليبلغ مستوى هذا “الخطاب الثوري”، محذراً من أنه إذا لم يجد المؤتمر في هذا الطريق السالك للمواجهة مجالاً للالتحاق والتمظهر به على أرض الواقع، فسيكون مصيره “خارج التاريخ وخارج المقاومة”.
وأشاد السعدي بدور اليمن العظيم، مبرزاً خروج الملايين في مسيرات أسبوعية كل جمعة نصرة لغزة، تمثل النموذج الذي يجب أن تكون عليه الشعوب والقوى السياسية في الأمة، داعياً إلى البحث عن نخب جديدة شابة ذات “نزق ثوري”، مطالباً النخب التقليدية بالانسحاب وإفساح المجال، مؤكداً أن “من يلغي فكرة التضحية لن يقاوم”، وأن المقاومة لا مكان فيها لـ”الانتهازيين والنخب المهزوزة”.
وأكّد أن المؤتمر يفتقر إلى مبدأ أساسي في العمل الفكري والسياسي، وهو “قانون النقد والنقد الذاتي”، ووصف أدبيات ودورات المؤتمر السابقة والحالية بأنها “عملية اجترار لوثائق وأدبيات سابقة”، ما يعكس فشلاً في تجديد الذات وتقديم خطاب متطور. مشيراً إلى أن خطاب المؤتمر لا يزال “مستهلكاً” وينتمي إلى نخب سياسية عربية ظلت على “هامش المقاومة”، وبنت “جدراناً عالية” بينها وبين شعوبها.
وشدّد على أن “طوفان الأقصى” وما سال من دماء زكيّة من اليمن إلى فلسطين ولبنان قد “حرّك المياه الراكدة” وكشف حقيقة النخب، مؤكّداً أن الطوفان “لم يخترق هذه النخب” والأحزاب السياسية والمنظمات التي عاشت حالة من الوهن والتفكك نتيجة التجريف السياسي والقمع من قبل الأنظمة. ونتيجة لذلك، أصبحت الهوة والفجوة بين هذه النخب والجماهير الشعبية واسعة.
واعتبر الدكتور السعدي أن المؤتمر القومي العربي اليوم أصبح “وجهاً لوجه أمام التحدي الكبير” الذي فرضته المقاومة، ورأى أن الفرصة لا تزال قائمة أمام المؤتمر لكي “يعيد بناء نفسه” ويعيد خطابه على الأسس التي قام عليها الطوفان، أي “توظيف المنجز النضالي والثوري” الذي تعمّد بالدم والشهداء، محذراً من أنه إذا لم يستطع المؤتمر أن يوظّف هذا المنتج التاريخي بشكل أمين ليواجه الجبروت الأمريكي والصهيوني، فإنه سيجد نفسه حتماً “خارج التاريخ وخارج المقاومة”.
وشدد على ضرورة “الارتقاء بمستوى الخطاب القومي العربي” ليبلغ مستوى خطاب قادة المقاومة، مشيراً إلى الكلمات الهامة التي أُلقيت في المؤتمر من قيادة المقاومة، وعلى رأسها كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، التي تمثل خطاب الميدان والدم، وهو “خطاب ثوري حقيقي يؤمن بانتصار الغد”، مطالباً بتجديد شامل في البنية التنظيمية، مشيداً بانتخاب الدكتور ماهر الطاهر أميناً عاماً جديداً، وهي المرة الأولى التي تذهب فيها الأمانة العامة إلى فلسطين، تقديراً لتضحيات الشعب الفلسطيني.
وخلص إلى أن الأمة لن تعيد بناء نفسها ما دام الكيان الصهيوني جاثماً على صدورها، وأن المؤتمر يجب أن يكون موجهاً للبندقية من أجل التحرير وإلى الأبد.
