الخبر وما وراء الخبر

حين يتولى الله المعركة

2

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

16 نوفمبر 2025مـ –25 جماد الاول 1447هـ

بقلم// سعاد الشامي

إن وعود الله سبحانه وتعالى لعباده الصادقين في كتابه الكريم هي زادنا في زمن الفتن، ودرعنا في زمن المؤامرات ، وعزاؤنا حين يشتد البلاء ، ومن هذه الوعود الالهية قوله سبحانه و تعالى( إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) هذا الوعد هو اليقين الذي يرفع رأس المظلوم ويسكت ضجيج الظالم، ويجعل المؤمن يسير في الطريق ثابت الخطى مطمئن النفس، كأن خلفه جندًا من الملائكة يسندونه من حيث لا يشعر.

إن الله يدافع عن الذين آمنوا… لم يقل : يعاونهم، ولم يقول: يؤيدهم، بل قال: يدافع عنهم؛ أي يتولى عنهم المعركة حين يتكاثر الأعداء ويشتد إجرامهم، و يكثف الخونة والمرتزقة مخطاطاتهم …

لكم أن تتخيلوا أي حماية أعظم من دفاع يأتي من رب السماوات، الذي إذا دافع حفظ وإذا حفظ كفى، وإذا كفى أغنى عن كل قوة على الأرض مهما أبدع اصحابها في انتاجها؟.

خذوا حذركم من الخائنين ولكن لاتهتموا بمايتباهون به و بما حاكوه من مكائد فالله عز جلاله يقول (إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) فالخيانة هي سقوط في دركات البغض الإلهي، وسقوط أشد من سقوط الجسد في الهاوية ، والكفران هنا هو طمس متعمد لنور الحق في واقع الأمة ، فكل خائن لدينه ووطنه هو يعيش بقلق مهما أظهر العكس، ينام على خوف ويستيقظ على خوف، يراقب من خلفه ومن أمامه، لأنه يعرف أن خطى عاقبته السيئة تقترب منه ، بعكس المخلص لدينه ووطنه فله طمأنينة لا تُشترى، لأنها تأتي من ثقته بالله لا من اعتماده على أعداء الله.

لهذا لا تقلقوا مهما تكالبت عليكم قوى الشر والأجرام من الغرب والعرب لأنكم في معركة مقدسة يتولى الله شؤونها ، ولأنكم تواجهون أناس يبغضهم الله ، متهاوين كالهشيم مهما ظنوا أنفسهم أقوياء ،يمشون في ظلام الخيانة بينما أنتم تمشون في نور الإيمان الذي أوجب عليكم مقارعة ومقاومة الطغاة والمستكبرين ،ووعدكم بالنصر المبين.

ولأن الله يدافع عن الذين آمنوا، فإن التاريخ كله يشهد أن الباطل ينتفخ كفقاعة، ثم ينفجر في لحظة لا يتوقعها أحد؛ وأن الخيانة مهما تجملت بثياب النصر، تذوب عند أول نفخة حق.. أما الحق فله ديمومة الجذر، وامتداد الظل، وثبات الجبل، لا يلغيه ضجيج، ولا تطفئه مكيدة.. فلتطمئن قلوب المؤمنين من أبناء الشعب اليمني العظيم لأن “دفاع الله لا يُهزم وبغض الله لا يُدفع “.