واشنطن تعيد تدوير أدواتها في سوريا لهندسة المنطقة وتأمين كيان العدو الصهيوني
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
14 نوفمبر 2025مـ –23 جماد الاول 1447هـ
في مسار متوقع وغير ومفاجئ، كشفت التطورات الأخيرة عن عمق التنسيق بين قوى الهيمنة الإقليمية والدولية، بعد سنوات من العزلة المفتعلة، تتحرك واشنطن لترسيخ “شراكة” معلنة عبر بوابة المدعو الجولاني، الذي يتم تقديمه الآن كواجهة سياسية لمشروع إعادة هندسة المشهد السوري لخدمة الأجندة الأمريكية-الصهيونية.
هذا التحول، الذي يصفه مراقبون بأنه “تحول مكشوف وتكتيكي في مسار العلاقات، ليس سوى، إعادة تدوير شاملة للجماعات المسلحة، بقناع جديد، هدفها الأسمى محاصرة قوى المقاومة في المنطقة وتأمين مصالح كيان العدو الصهيوني.
ويؤكد هذا التوجه ما صرح به باراك من أن زيارة المدعو الجولاني إلى البيت الأبيض تمثل انتقالًا لسوريا إلى “الشراكة” المزعومة، وما يؤكد طبيعة هذه الشراكة الخبيثة هو ما كشف عنه اجتماع ثلاثي لاحق جمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيريه التركي هاكان فيدان والسوري المدعو بـ “أسعد الشيباني”، حيث جرى بحث دمج ما يسمى بـ” قوات سوريا الديمقراطية “في البنية الجديدة، المزعومة، وإعادة تعريف العلاقات التركية السورية الصهيونية، بالإضافة إلى دعم صفقة لوقف إطلاق النار بين كيان العدو الصهيوني وحماس، مما يظهر أن التنازل عن الثوابت الوطنية والقومية هو ثمن الدخول إلى الفلك الأمريكي.
وما يؤكد إعادة تدوير ما يسمى بـ “الإرهاب”، وفي سياق التغطية الرسمية لهذا التآمر، أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) انضمام سوريا رسميًا إلى ما يسمى بـ “التحالف الدولي ضد ما يسمى بـ ” تنظيم داعش”.
ويرى مراقبون أن هذا الإعلان، الذي جاء مباشرة بعد تعهد المدعو الجولاني بمحاربة أطراف المقاومة، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله، ما هو إلا “إعادة تدوير شاملة للجماعات المسلحة” التي صنعتها واشنطن يومًا ما، لتوظيفها الآن بأدوات رسمية.
وتُستخدم هذه الجماعات كأداة نفوذ لتحقيق أهداف تتجاوز الساحة السورية إلى محاصرة أعداء كيان العدو الصهيوني في المنطقة، لتتضح الخدعة الأمريكية في التلويح برفع العقوبات مقابل هذا التحالف المشبوه، وهو ما يعني في جوهره إعادة تدوير للإرهاب، تستبدل فيه الرايات السوداء بـ ربطات عنق دبلوماسية لتنفيذ نفس الأجندة العدوانية.
وتعقيبًا على هذه التطورات الخطيرة، أكد الكاتب والباحث السياسي الدكتور أويس نزار أن ما صدر عن مبعوث العدو الأمريكي باراك بشأن تعهد المدعو الجولاني بمواجهة قوى المقاومة هو “كلام صحيح وغير مستغرب”، مبررًا ذلك بأن “الجولاني أساسًا تم الإتيان به لينفذ هذه المطالب”.
وكشف نزار، في حديثه لقناة المسيرة، أن المدعو الجولاني يسعى بوضوح للتطبيع مع العدو الصهيوني، مستشهدًا بتصريحات سابقة لقادة في كيان العدو الصهيوني أكدوا فيها أنهم من أتوا بهذه الجماعات إلى الحكم، كما أكد أن رفع اسمه من قوائم الإرهاب تم بناءً على “المطالب الصهيونية التركية”، ما يؤكد أنه مجرد “بيدق” تم استحضاره بـ “إرادة أمريكية صهيونية” لتنفيذ شروطهم في سوريا.
وشدد نزار على أن الهدف الأساسي من توظيف المدعو الجولاني هو أن يكون “كواجهة لمحاربة حركات المقاومة”، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات الإرهابية التي جلبها العدو لتدمير سوريا هي في حقيقة الأمر “صناعة وإنشاء ورعاية صهيونية بالدرجة الأولى”، ولم يسبق لها أن وجهت طلقة واحدة نحو كيان العدو الصهيوني، بل إن هدف صانعها الأمريكي هو “قطع التواصل بين الشعب والأرض السورية وحركات المقاومة في المنطقة، ومنع الاستفادة من موقعها الجيوسياسي الهام”.
