الخبر وما وراء الخبر

منصور: واشنطن تسعى لوضع لبنان تحت الوصاية الصهيونية والمقاومة هي السدّ المنيع

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

14 نوفمبر 2025مـ –23 جماد الاول 1447هـ

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، الدكتور نزيه منصور، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتعامل يوماً مع لبنان إلا بمنطق الهيمنة والسيطرة، وأن مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر كشفت بوضوح سعي واشنطن للاستحواذ على لبنان ووضعه تحت المظلة الصهيونية بشكل كامل.

وأوضح منصور في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الجمعة، أن واشنطن ترى في أي تفكك داخلي أو ضعف في التماسك الوطني نقطة ارتكاز للنفوذ الأمريكي، وتسعى باستمرار إلى تفكيك البيئة الداعمة للمقاومة وتحويل لبنان إلى ساحة خاضعة للضغط السياسي والأمني.

وأشار إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة تكشف رغبة واضحة بفرض الوصاية الصهيونية على القرار اللبناني، مستندين إلى أدوات سياسية وإعلامية محلية تعمل على التحريض على المقاومة ومحاولة نزع سلاحها.

ولفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة إلى أن الشعب اللبناني وبيئة المقاومة أثبتوا صلابة غير مسبوقة، حيث أعلن قادة حزب الله بصريح العبارة أن المقاومة ما زالت في مواجهة مباشرة مع العدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة، ولن تسمح لأي مشروع خارجي بالمسّ بمعادلة الردع.

وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول الاستثمار في الانقسام السياسي، إلا أنها فقدت حتى القدرة على الوثوق بحلفائها المحليين، وهو ما ظهر في تصريحات الرئيس اللبناني السابق عن اللبنانيين الذين يتوجهون إلى واشنطن ويبثون السم ضد وطنهم دون أن تُبدي الإدارة الأمريكية ثقة حقيقية بهم.

وشدد منصور على أن محور المقاومة ما زال متماسكاً رغم محاولات إسقاط النظام السوري، مؤكداً أن سقوط الحكومات لا يعني سقوط المحور، ولا يعني تغيّر التوجه الاستراتيجي الذي ما يزال ثابتاً في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني.

وحول محاولات الولايات المتحدة استخدام سلطة الجولاني كـ “أداة ضغط” ضد المقاومة، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة إن واشنطن تتصرف وكأنها وصية على الشعب السوري، فيما الواقع يؤكد أن سلطة “الجولاني” لا تملك القدرة على فرض أي معادلة داخلية أو إقليمية، ولا تملك مقومات دولة أو مشروع مستقر.

وأفاد أن الرهان الأمريكي على توظيف “الجولاني” ضد المقاومة في لبنان وفلسطين هو وهم سياسي، مشيراً إلى أن سوريا لا تزال تعيش أسوأ مراحلها، وأن سلطة الشمال لا تستطيع فرض سيطرة حقيقية حتى داخل مناطقها، فكيف يمكن أن تتحول إلى أداة إقليمية في مواجهة محور المقاومة.

ولفت الدكتور منصور إلى أن تصريحات المبعوث الأمريكي بخصوص تعهد “الجولاني” بالعمل ضد حماس وحزب الله والجمهورية الإسلامية تعكس حجم المشروع الأمريكي لتوظيف الساحة السورية، لكن هذا المشروع محكوم بالفشل لأن محور المقاومة بات يمتلك من القوة والخبرة والتماسك الشعبي ما يجعله قادراً على إحباط أي سيناريو مماثل، مبيناً أن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني يدركان جيداً أن لبنان ليس ساحة رخوة كما كان في الثمانينيات، مؤكداً أن المقاومة اليوم تمتلك عشرات الآلاف من المجاهدين وإمكانات تعترف بها قيادة العدو قبل الصديق، ما يجعل أي محاولة لفرض الهيمنة مستحيلة.

ونوه إلى أن الدعم الإقليمي للمقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران واضح وثابت، وأن زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني إلى لبنان ولقاءاته بالرؤساء الثلاثة وبقيادة المقاومة كانت رسالة حاسمة بأن محور المقاومة لن يسمح باستفراد لبنان أو المساس بقوة المقاومة، مضيفاً أن الولايات المتحدة تعتمد سياسة إثارة الفتن الطائفية والعرقية داخل كل بلد تريد إخضاعه، وأن لبنان ليس استثناءً، إلا أن وجود المقاومة، وإرادة الشعب، والدعم الإقليمي، تجعل مشروع الهيمنة الأمريكية مشروعاً ساقطاً قبل أن يبدأ.