الشيخ نعيم قاسم: العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر على لبنان دون رد ولكل شيء حد
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
11 نوفمبر 2025مـ –20 جماد الاول 1447هـ
في ذكرى يوم شهيد حزب الله الذي يصادف اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر، أكد سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن ردع المقاومة للعدو مستمر منذ عام 2000 وأن المعادلة الذهبية التي تجمع الشعب والمقاومة والجيش هي من تحمي لبنان من أطماع العدو التوسعية.
مشيرًا إلى أن أروع افتتاح لذكرى شهيد حزب الله هو ما قاله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله: “عندما نستشهد ننتصر”، مشدداً على أن حزب الله قام على فكرة الجهاد والكرامة وعزة لبنان ودعم فلسطين.
وقال الأمين العام لحزب الله، في كلمته، بهذه المناسبة، عصر اليوم، “إن حزب الله لن يسكت على الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار” والذي طال أرواح اللبنانيين وسيادة لبنان، مضيفًا أن “لبنان لن يركع، وأن العدوان عليه لا يمكن أن يستمر دون رد، وأن لكل شيء حدّ.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن معركة أولي البأس كانت حاجزًا منيعًا أمام الاجتياح الإسرائيلي الذي توقف عند حدود معينة جنوب لبنان، حيث أوقف الصمود الأسطوري للمجاهدين نحو 75 ألف جندي صهيوني من التقدم في الأرض اللبنانية، ولم يتمكنوا من التقدم سوى لمئات الأمتار.
وذَّكر أن العدو الإسرائيلي كعادته يختلق الحجج لضرب لبنان من أجل استباحتها، قائلًا إن العدو دخل إلى لبنان في العام 1982 بزعم طرد الفصائل الفلسطينية، لكنه بقي محتلاً للبنان حتى العام 2000، فيما كانت المقاومة والشعب اللبناني له بالمرصاد، مؤكدًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يخرج من لبنان بالمفاوضات ولا بالسياسة، بل خرج من دون قيد أو شرط بفعل ضربات المقاومة.
ذكرى الشهيد أحمد قصير… نموذج التضحية والتحرير
وأوضح الشيخ قاسم أن اختيار يوم الشهيد ارتبط بذكرى عملية استشهاد الفدائي أحمد قصير، مؤكدًا أن تاريخ استشهاد قصير ظل “نموذجًا مميزا علّمنا بدمائه وربّانا بعطاءاته ورسم لنا الطريق إلى التحرير والكرامة”.
وأشار إلى أن عملية الشهيد قصير التي استهدفت الحاكم العسكري الصهيوني في لبنان وأدت إلى مقتل 76 صهيونيًا كانت من أجرأ العمليات التي هزت كيان الاحتلال” وتمخض عنها دحر العدو الصهيوني عن لبنان.
اتفاق تشرين: انسحاب العدو
وفي حديثه عن الاتفاق الأخير مع كيان العدو، قال الشيخ قاسم إن اتفاق تشرين كان ثمنًا مقبولًا لدى المقاومة لأنه يتضمن انسحاب العدو الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني، معتبرًا أن وجود الجيش اللبناني هناك مكسب لأن من يشكلون قوامه “هم أبناؤنا”؛ أبناء كل لبنان.
وأضاف: “في الاتفاق نحن رابحون لأن الدولة تعهدت بأن تقوم بدورها، وهو اتفاق خاص بجنوب الليطاني، ولا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة اللبنانية مسؤولة عن إخراج (إسرائيل)”.
رفض الضغوط الأمريكية الصهيونية
واستنكر الشيخ قاسم تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية المتسمر مع كيان العدو، قائلا إن أمريكا لم تطبق ما عليها باليد “الإسرائيلية” لأن لبنان يستعيد حريته وكرامته إذا خرج العدو الإسرائيلي.
وأضاف “أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي يعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب وأنه إذا خرجت “إسرائيل” من لبنان يستعيد سيادته ولذلك يجري الضغط على الحكومة”.
واتهم واشنطن وتل أبيب بأنهما تتدخلان في مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي والعسكري، وتريدان باليد الإسرائيلية إنهاء دور لبنان المقاوم وكشفه أمام العدوان”.
مضيفًا في هذا السياق أن الضغط يُمارس على الحكومة اللبنانية لتقديم تنازلات من دون مقابل أو ضمانة، عن طريق الفتنة، مع إعطاء الحرية للعدو الإسرائيلي في الاعتداء.
وأوضح أن كيان الاحتلال يريد التحكم بلبنان ويريد أن يكون حديقة خلفية لتوسيع المستوطنات كجزء من (إسرائيل الكبرى).
حكومة لبنان والانبطاح
ووجه الشيخ قاسم انتقاده للحكومة، قائلا إنها “للأسف لم ترَ من البيان الوزاري إلا نزع سلاح المقاومة، مؤكدًا أن المشكلة لديهم اليوم لم تعد في نزع سلاح حزب الله، بل أصبحوا يتحججون ببناء القدرة أو التمويل، ثم يقولون إن المشكلة في أصل وجود المقاومة.
وأضاف: “لن أناقش خدام (إسرائيل) الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم ويشاركون في الضغط لتحقيق المطالب الأمريكية الإسرائيلية”.
وتابع “على الحكومة أن تتصرف على أساس حماية المواطنين لا أن يكون دورها الاستماع إلى الإملاءات الأمريكية وتنفيذها”.
لافتًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل المدنيين في بيوتهم ويدمر البيوت ويجرف الأراضي ويمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم ويمنع الحياة عن القرى اللبنانية”.
واستنكرسلوك حكومة لبنان، قائلًا إذا كان “توم برّاك صرح بالعلن أنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم فكيف ترتضي الحكومة بذلك؟”.موجهً تحذيره للداخل اللبناني “إذا كان الجنوب نازفاً فالنزف سيطال كل لبنان”.
الشيخ قاسم أشار إلى التزام حزب الله باتفاق تشرين في مقابل الانتهاك الإسرائيلي الدائم، واستدل على ذلك بتصريح المتحدث باسم “اليونيفيل، الذي أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ أكثر من 7 آلاف خرق، بينما لم يُرصد أي خرق من حزب الله، وتساءل: “لماذا لا تضع الحكومة خطة لاستعادة السيادة وتضع لها جدولًا زمنيًا؟”.
العدوان لن يستمر… وسنردّ بكل قوة
وعن موقف الحزب والمقاومة من استمرار انتهاك العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف العدوان، أكد الأمين العام لحزب الله أن العدوان لا يمكن أن يستمر على لبنان دون رد، محذرًا من أن الاحتلال يريد إبادة وتدمير لبنان وأن الجميع أمام خطر وجودي حقيقي، مشددًا على أن “من حقنا أن نفعل كل شيء في مواجهة هذا الخطر”. مؤكدًا أن المقاومة لن تتخلى عن سلاحها الذي يمكنها من الدفاع عن سيادة البلاد.
وقال في هذا الصدد “نحن المعتدى علينا وسندافع، وأي ثمن هو أقل من ثمن الاستسلام”. وأضاف “جربتمونا في السابق، وإذا أردتم التجربة مجددًا، لن ننسحب من الميدان وسندافع بكل ما أوتينا من قوة”.
وأضاف: ” المقاومة وشعبها لا يهزمان، والمقاومة وشعب لبنان منصورون بالنصر أو الشهادة، وأن هذا زمن هو زمن الصمود وصناعة المستقبل”.
وختم الشيخ قاسم كلمته بتوجيه التحية لمحور المقاومة، في إيران والعراق واليمن.
وحيا الشعب اليمني وقيادته قائلا ” التحية للشعب اليمني العظيم على هذا الزخم الشعبي الكبير، والتحية للقيادة في اليمن وللقوات المسلحة”. مضيفًا “أنتم إن شاء الله طلائع التحرير”.
