الخبر وما وراء الخبر

العماد: اليمن لن يتهاون مع أي جهة تستغل الغطاء الإنساني لتنفيذ أنشطة استخباراتية

22

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

9 نوفمبر 2025مـ –18 جماد الاول 1447هـ

أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي العماد، أن اليمن يتعامل بمسؤولية عالية مع عمل المنظمات الدولية، لكنه لن يتهاون مع أي جهة تستغل الغطاء الإنساني لتنفيذ أنشطة استخباراتية أو تخريبية تمسّ الأمن القومي للبلاد.

وقال العماد في مداخلة على قناة المسيرة أن كل المنظمات ستمارس عملها بشكل طبيعي، باستثناء تلك التي ثبت تورطها في أعمال استخباراتية مشبوهة، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تنظيم العلاقة مع المنظمات وفق ضوابط وطنية صارمة تحفظ السيادة وتحمي المجتمع اليمني من الاختراق.

وأوضح أن بعض العاملين في المجال الإنساني لا يدركون حجم الخطورة الكامنة في مهامهم المتعلقة بجمع البيانات ورفع التقارير والإحصاءات المتكررة عن أبناء المجتمع، لافتًا إلى أن هذه المسوحات الطويلة الأمد قد تحوّلت إلى أدوات بيد أجهزة استخباراتية أجنبية لتحليل وفحص الواقع الاجتماعي والاقتصادي واستغلاله في أجندات مشبوهة.

وأضاف العماد أن غياب السفارات الأجنبية، ولا سيما السفارة الأمريكية التي أغلقت بعد ثورة 21 سبتمبر، دفع المنظمات إلى لعب أدوار استخباراتية بديلة، مستفيدة من البنية التقنية التي تركتها تلك السفارات. وقال: “إن السفارة الأمريكية كانت مركزًا استخباراتيًا متكاملًا يرصد كل قيادات الدولة من أعلى مستوى إلى أدناه، وبعد إغلاقها تولّت بعض المنظمات مهام المراقبة والرصد وجمع المعلومات”.

وكشف أن الأجهزة الأمنية اليمنية تمكنت من إحباط العديد من المخططات والتجسس التي كانت تمر عبر قنوات المنظمات، مؤكدًا أن لدى اليمن اليوم قدرات استخباراتية متقدمة استطاعت كشف خلايا متعددة، بعضها شارك في عمليات استهدفت شخصيات وقيادات يمنية بارزة.

وأشار إلى أن هذه الشبكات الاستخباراتية تعتمد على منظومات تقنية متطورة جرى تثبيتها في مقار بعض المنظمات، تمكنها من رصد ملايين المكالمات والبيانات وتحليلها لخدمة أجهزة معادية.

وأضاف أن لدينا أدلة على أن هذه الأنظمة التقنية استخدمت في تتبع شخصيات يمنية وتنفيذ عمليات اغتيال، من بينها العملية التي استهدفت شهداء الحكومة”.

وفي حديثه عن البعد الإقليمي، شدد العماد على أن ما يحدث في اليمن ليس حالة استثنائية، بل جزء من مخطط واسع تديره الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني والسعودية في المنطقة، تحت ما يُسمّى بمشروع “الشرق الأوسط الجديد” أو “إسرائيل الكبرى”.

وأضاف: “أن الأدوات التي تعمل تحت لافتات إنسانية هي في الحقيقة أذرع لأجهزة استخباراتية عالمية تستهدف كل دول المنطقة، من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان، مرورًا بروسيا وأوكرانيا، في إطار مشروع واحد لإخضاع الشعوب الحرة”.

وأوضح العماد أن اليمن اليوم يقف في طليعة الدول التي كشفت هذه المخططات وواجهت تلك الشبكات التجسسية، مؤكدًا أن التجربة اليمنية في فضح الدور الاستخباراتي للمنظمات يجب أن تكون جرس إنذار للعالمين العربي والإسلامي.

وشدد على أن الدول والشعوب في المنطقة أن تدرك أنها مستهدفة جميعًا، وأن ما يجري في اليمن اليوم هو نموذج لما يُراد تعميمه على بقية الدول. الصمت لم يعد خيارًا، والوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الحروب الناعمة”.

وأكد على أن اليمن سيواصل حماية سيادته وكرامته، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية ستتعامل بحزم مع أي جهة تمارس نشاطًا خارج الإطار الإنساني. مضيفاً “من أراد أن يعمل في اليمن فعليه أن يحترم قوانينه وسيادته، ومن يتجاوز ذلك سيُعامل كجزء من العدوان لا كمنظمة إنسانية”.