الخبر وما وراء الخبر

اليمن يُوجه ضربة موجعة للعدوّ الصهيوني بالقبض على خلاياه التجسسية

26

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

8 نوفمبر 2025مـ –17 جماد الاول 1447هـ

في ضربةٍ موجعة جديدة للعدوّ الصهيوني واتباعه في المنطقة؛ كشفت وزارة الداخلية اليوم السبت، عن إنجازٍ أمني كبير تمثل بالكشف عن شبكة تجسسية واسعة والقبض على عناصرها في عملية أمنية نوعية حملت اسم ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾.

في هذا التقرير نسلط الضوء على تفاصيل غرفة العمليات الاستخباراتية المشتركة أسستها المخابرات المركزية الأمريكية “CIA”، واستخبارات العدوّ الإسرائيلي، بالاشتراك مع الاستخبارات السعودية.

وتشير نتائج تحليل البيانات إلى أنَّ الهدف والتحالف، “أمريكي – إسرائيلي – سعودي”، ضم في تكوينه الداخلي، ضباط من “أمان” و”الموساد”، وجاءت طرق الإدارة، عن بعد متمثلة بـ “التقطيع، العزل، التناوب، التدريب”، وكان الهدف الاستراتيجي، “ضرب اليمن ومحاولة التأثير على موقفه في الإسناد لغزة”.

الطرف الإسرائيلي: ضباط صهاينة تابعون لوحدات جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” وجهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد”؛ مهمتهم الأساسية تحليل البيانات والمعلومات، وتوفير الأجهزة والتقنيات، وتدريب الجواسيس.

الطرف الأمريكي: ضباط تابعون لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA”، ولعبوا أدوارًا مهمة في الجانب التقني؛ بما في ذلك تحليل البيانات والمعلومات وتدريب الجواسيس.

الطرف السعودي: اشترك مع الطرفين في تشكيل الغرفة التي اتخذت من الرياض مقرًا لها من خلال ضباط ارتباط تابعون للاستخبارات السعودية، تمثلت مهمتهم في استقطاب وتجنيد الجواسيس، وإدارة الخلايا، وتمويلها، ومتابعة تنفيذ أنشطتها الميدانية.

ووفقًا للمعطيات؛ فقد قدّمت اعترافات الجواسيس تفصيلاً هامًا حول طبيعة الأعضاء داخل “غرفة العمليات المشتركة”، حيث ضمت غرفة العمليات الاستخباراتية المشتركة في الرياض فرق عمل مكونة من، ضباط صهاينة تابعين لوحدات جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية “أمان”، وجهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد”، مهمتهم الأساسية تحليل البيانات والمعلومات، وتوفير الأجهزة والتقنيات، وتدريب الجواسيس على استخدامها.

وتركّزت مهمة الغرفة على استقطاب وتجنيد الجواسيس وإدارة أنشطتهم في الرصد وجمع المعلومات ورفع الإحداثيات، للاستفادة منها في تنفيذ مخططات العدو العدوانية والإجرامية ضد اليمن، ومحاولة التأثير على الموقف المبدئي في إسناد ومناصرة غزة والقضية الفلسطينية.

وأكّد الاعترافات أنَّ الإحداثيات والمعلومات التي رفعتها الشبكة تسببت في وقوع الكثير من الأضرار وسقوط العديد من الشهداء، حيث شمل الرصد استهداف منشآت عسكرية ومدنية وحيوية، مثل رصد مناطق إطلاق الصواريخ والمسيرات، إلى جانب رصد سفن القمح وسفن النفط في رأس عيسى وميناء الصليف.

آلية إدارة العناصر والخلايا التابعة لغرفة العمليات المشتركة للعدوّ:

إدارة العناصر والخلايا اتسمت بالاحترافية والسرية العالية لضمان استمرارية العمل ومنع انهيار الشبكة، بدايةً تم تجنيد العناصر عبر استغلال ضعاف النفوس، بعضهم أثناء وجودهم كمغتربين في السعودية، وآخرون من الداخل، مع استخدام غطاء المسح الميداني لأهداف إنسانية كتمهيدٍ للعمل التجسسي.

كما اتسمت إدارة العناصر والخلايا بـ “التقطيع والعزل” لضمان سرية العمل وعدم انهيار الشبكة بشكّلٍ كامل، من خلال الاستقلالية والعزل، حيث عملت كل خلية بشكّلٍ مستقل ومعزول عن الخلايا الأخرى، مع وجود عناصر مستقلة تدار مباشرة من الضباط المشغلين.

وكان ينفذ بعض الجواسيس في الخلية الواحدة مهامهم بدون معرفة بقية العناصر أو التنسيق معهم، كما تم تقسيم المهمة الواحدة إلى عدة أجزاء وأقسام، حيث تنفذ كل خلية جزءًا معينًا دون علمها بأدوار الخلايا المكملة الأخرى.

واتضح من خلال الاعترافات أنَّ الجواسيس خضعوا لدورات تدريبية مستمرة لتأهيلهم على استخدام الأجهزة التجسسية المتقدمة التي تم تزويدهم بها، مع توظيف الجواسيس في عملية استقطاب لعناصر آخرين، مع تناوب الضباط المشغلين على إدارتهم، بالإضافة إلى وجود عناصر كانت تعمل بشكّلٍ مستقل، وتدار مباشرة من قبل الضباط المشغلين.

ارتباط أعمال هذه الخلايا بشكّلٍ أساسي بمخططات العدوّ الرامية لاستهدف اليمن وقواته المسلحة، محاولة لثنيه، أو التأثير على موقفه المبدئي في إسناد ومناصرة غزة والقضية الفلسطينية.

وتوضح النتائج المستخلصة من اعترافات الجواسيس استراتيجية “غرفة العمليات المشتركة” في إدارة شبكتها، ويمكن تلخيصها في ثلاث أهداف رئيسية:

1. مبدأ “التقطيع والعزل”، عمل كل خلية بشكل مستقل ومعزول، وتقسيم المهمة الواحدة إلى أجزاء (كل خلية تنفذ جزءًا، وتنفيذ الجواسيس للمهام بدون معرفة بقية العناصر، لضمان عدم انهيار الشبكة بالكامل في حال ضبط أي خلية، وإذا تم القبض على عميل؛ فإنه لا يستطيع الكشف عن البنية الكاملة للشبكة.

2. الاستمرارية والدعم، تمثل في تناوب الضباط المشغلين على إدارة الجواسيس، بدءًا بإقامة دورات تدريبية مستمرة لتأهيلهم على استخدام الأجهزة التجسسية، لرفع الكفاءة التشغيلية للعملاء وضمان استمرار العمليات حتى في حال تغيير الضباط المشرفين، وتزويدهم بأحدث التقنيات.

3. التوسع والتأثير الاستراتيجي، تم توظيف الجواسيس في عملية استقطاب عناصر آخرين، من خلال ارتباط أعمال الخلايا باستهداف اليمن وقواته، ومحاولة التأثير على موقفه تجاه إسناد غزة، وتنمية الشبكة من الداخل بأقل جهد خارجي، والتركيز على الأهداف الاستراتيجية لتقويض القدرات العسكرية والسياسية، خاصةً في ظل العمليات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

وبعد استخلاص وتجميع كل المعطيات يمكن القول إنَّ التورط في خدمة العدوّ، من خلال الإحداثيات والمعلومات التي رفعتها الشبكة، قد تسببت في وقوع الكثير من الأضرار منها ارتقاء العديد من الشهداء في استهداف منشآت مدنية وعسكرية، ومنها رصد سفن القمح والنفط في رأس عيسى وميناء الصليف.

وهذا الإنجاز الأمني يؤكّد مدى تمكّن وقدرة الأجهزة الأمنية في البلاد وحرفيتها وإحباطها لكل مخططات العدوّ، ويُعد رسالة مطمئنة للشعب اليمني بأن أمنه واستقراره مراقب بعيون يقظة، ورسالة محبطة للعدو بأن كل مخططاته سيتم إحباطها.