الخبر وما وراء الخبر

اعترافات الجواسيس.. أساليب وتقنيات متطورة ومهام تدميرية تم إسقاطها بيقظة أمنية عالية

53

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

8 نوفمبر 2025مـ –17 جماد الاول 1447هـ

كشف المتورطون في الشبكة التجسسية التي أعلنت وزارة الداخلية ضبطها عن تفاصيل دقيقة عن أنشطتهم الموجهة ضد اليمن، والتي نفذوها بتوجيه وإشراف ضباط من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية.

ووفق اعترافات المتورطين، فقد نفذ الجواسيس جملة من المهام العدائية بعد سلسلة تدريبات محلية وإقليمية امتدت بين عامي 2018 و2019، شملت دورات في الرصد والمتابعة والتقييم، ودورات تدريب المدربين لتعزيز التماسك الاجتماعي، واكتساب مهارات تنفيذ المشاريع بغطاء تنموي وإنساني زائف، ما أتاح تمرير أهداف خفية عبر تنفيذ المهام الميدانية.

وأكد المتورطون أنهم تلقوا أجهزة ووسائل تجسس متنوعة، من بينها ريموت سيارات مزود بكاميرات للتصوير، وأجهزة لسحب شبكات الإنترنت والبلوتوث، وحواسيب محمولة، بالإضافة إلى برامج البث المباشر على الهواتف الذكية، وأجهزة تحديد المواقع لربط الكاميرات والمودم بالهواتف لنقل البيانات مباشرة للضباط المشرفين.

كما تلقوا تدريبات على تشغيل هذه الأجهزة، ورفع الإحداثيات، وإعداد التقارير المصورة، وطرق التمويه والتخفّي لتجنب كشفهم.

وجاءت مهام المتورطين مركزة على جمع معلومات مفصلة عن المباني والمقار، شملت تحديد عدد الأدوار، المداخل والمخارج، كاميرات المراقبة، نقاط الحراسة، ونوع النشاط داخل المبنى سواء كان تجاريًا أو سكنيًا، بالإضافة إلى رصد حركة القيادات العسكرية والمدنية ومقراتها، والمرافق العسكرية، والبحث عن مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة الموجهة نحو فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى رصد ورش التصنيع والفنيين العاملين فيها، في محاولة أمريكية-إسرائيلية-سعودية لثني الموقف اليمني المناصر لفلسطين عبر استهداف قدرات القوات المسلحة اليمنية.

وبحسب الاعترافات، كانت الشبكة التجسسية تستخدم مشاريع تنموية لتجنيد عناصر وتنفيذ المهام دون لفت الانتباه، مع الالتزام بتعليمات صارمة بعدم الاتصال المباشر بالضباط، والاجتماع في أوقات محددة كل يومي الثلاثاء والخميس لضمان الأمن المعلوماتي.

كما أشار المتورطون إلى أنهم نفذوا مهام استطلاعية بالسيارات المزودة بالكاميرات، مستعينين بتطبيقات على الهواتف لتصوير المواقع وإرسال الصور والإحداثيات مباشرة، بما في ذلك تصوير المنشآت الحكومية، والشوارع، والسيارات المتواجدة، وعدد الأدوار والمداخل والمخارج.

وتضمنت الاعترافات العمل على جمع معلومات حول القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، مواقعهم، وأعمالهم اليومية، بالإضافة إلى جمع بيانات عن البنية العسكرية والأمنية، بما في ذلك القوة الصاروخية، الطيران المسير، ورش التصنيع، والفنيين العاملين فيها.

كما أكدت الشبكة أنها كانت تجمع معلومات عن المرافق الحيوية والمدنية والخدمية، وتمريرها للضباط لتنفيذ استهدافات من شأنها التأثير على الدولة والمدنيين والاقتصاد الوطني.

وأشار المتورطون إلى أن جميع المهام تمت تحت إشراف مباشر من ضباط أمريكيين وإسرائيليين وسعوديين، مع استخدام أجهزة وبرامج متطورة للتحكم بالكاميرات، ومتابعة البث المباشر، ورفع الملفات عبر تطبيقات آمنة، وقياس الحركة اليومية للمستهدفين، مع تسجيل جميع المعلومات والصور وإرسالها بدقة للجهات المشرفة.

ويعكس اعتراف المتورطين بما حملته من كشف الأساليب التمويهية والتقنيات المتطورة، تقدمًا كبيرًا لأداء الأجهزة الأمنية اليمنية، التي باتت بالمرصاد لكل التحركات المعادية، ما يؤكد أن اليمن حاضر بقوة لردع كل المؤامرات.

ومع هذا الإنجاز الكبير، سيواصل موقع “المسيرة نت” تسليط الضوء على هذا الإنجاز بسلسلة تقارير مفصلة في الدقائق المقبلة.